تدخل عليك رجلين فتشهدهما على ذلك ، قال : فحوّل وجهه إلى الحائط ، فمكث طويلا ، ثمّ قال : يا أبا الحسن ما تقول؟ قال : هو ما أقول لك ، فحوّل وجهه فمكث طويلا ، ثمّ قام عليّ فخرج ، قال : قلت : يا أبه قد أنصفك ، ما عليك لو أشهدت رجلين؟! قال : يا بني إنّما أراد أن لا يستغفر لي رجلان من بعدي. فانظر عدم غفران الله لهما ، وللثالث والرابع ، وعدم رضا أصحاب الحقّ وأئمّة الدين والهدى عنهم ، بقولهم : لا غفر الله لهما ، وما شابهه ، والروايات في ذلك أكثر من أن تحصى من طرق أصحابنا ومشايخنا رحمهمالله ، وقد مرّ في أثناء التوثيقات السالفة طرفا منها.
وسيأتي مثل هذا في الطّرفة ٣٢ عند قوله صلىاللهعليهوآله : « مرق النغل الأوّل الأعظم والآخر النغل الأصغر ... والثالث والرابع ». ويأتي تفسير معنى النغل هناك.
لقد صحت الروايات من طرق الفريقين ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أوّل من يدخل الجنّة قبل الأنبياء ، وصحّت أيضا أنّ عليّا أوّل من يدخل الجنّة ، وصحّت أيضا أنّ فاطمة أوّل من يدخل الجنّة ، وصحّت أيضا أنّ الخمسة أصحاب الكساء أوّل من يدخل الجنّة ، وذلك أنّ رسول الله يدخل الجنّة وعليّ عليهالسلام يحمل لواءه إلى الجنّة ، وفاطمة والحسن والحسين معهما ، والشيعة من ورائهم ، وبذلك تلتئم الروايات من حيث المعنى ؛ فإنّ عليّا وفاطمة والحسنين يدخلون تحت ظل رسول الله وبين يديه ؛ فهم أوّل من يدخل الجنّة.
ففي أمالي الطوسي ( ٣٥٠ ، ٣٥١ ) بإسناده عن زيد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، ... قال له : أنا أوّل من يدخل الجنّة وأنت بعدي تدخلها ، والحسن والحسين وفاطمة.
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٢٢٩ ) بالإسناد عن جابر بن عبد الله ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : أوّل من يدخل الجنّة بين يدي النبيّين والصدّيقين عليّ بن أبي طالب ،