الطّرفة الثامنة
هذه الطّرفة وقع مضمونها عند نزول قوله تعالى : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) ؛ فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله جمع بني هاشم وهم في ذلك الوقت أربعون رجلا من المشايخ والرؤساء ، فلمّا دعاهم إلى الإسلام والإيمان بنبوّته قال له أبو لهب : تبّا لك ألهذا دعوتنا؟! فتفرقوا ، فأنزل الله تعالى : ( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ) (٢) ثمّ دعاهم النبي صلىاللهعليهوآله ثانية مثل الأولى فبايعه عليّ عليهالسلام.
وقد أخرج مضمون هذه الطّرفة الراونديّ في الخرائج والجرائح (٨٤) وصرّح بأنّ السائل عن ذلك هو ابن الكواء. وهي في اثبات الوصيّة ، قال فيها : « ولذلك كان عليهالسلام وصيّه وأخاه ووارثه دونهم » ، ورواها الصدوق في علل الشرائع ( ١٦٩ ، ١٧٠ / الباب ١٣٣ ـ الحديث ١ ) ونقلها ابن طاوس في سعد السعود ( ١٠٤ ، ١٠٥ ) عن كتاب « ما أنزل من القرآن في النبي » ، ورواها الطبريّ في تاريخه ( ج ٢ ؛ ٢١٧ ، ٢١٨ ) والنسائي في خصائص أمير المؤمنين ( ٨٦ ، ٨٧ ) وأحمد في مسنده ( ج ١ ؛ ١٩٥ ) والهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٨ ؛ ٣٠٢ ) والمحبّ الطبريّ في الرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٦٧ ) والمتّقي الهنديّ في كنز العمال ( ج ٦ ؛ ٤٠٨ ) وغيرهم. ويدلّ عليها ما مرّ في الطّرفة السابعة والطّرفة الثانية.
وفي خصائص أمير المؤمنين للنسائي (١٠٨) بإسناده ، عن خالد بن قثم بن العبّاس أنّه قيل له : كيف عليّ ورث رسول الله صلىاللهعليهوآله دون جدّك وهو عمّه؟ قال : لأنّ عليّا كان أوّلنا به
__________________
(١) الشعراء ؛ ٢١٤
(٢) المسد ؛ ١