الطّرفة التاسعة
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرف ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٦٥ ؛ ٣٩٦ ) ونقلها العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٩٠ ) مختصرة.
لقد وردت روايات كثيرة في مدح العبّاس بن عبد المطلّب ، كما وردت رواية صحيحة في ذمّه ، انظر معجم رجال الحديث ( ج ١٠ ؛ ٢٥٣ ، ٢٥٤ ). وليس هاهنا موضع بحثها رجاليّا بالتفصيل ، وإنّما نقول : أنّ ما في هذه الطّرفة ورد مثله وله شواهد كثيرة.
ففي تفسير الإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام ( ٥ ـ ٧ ) قال الباقر : لمّا أمر صلىاللهعليهوآله العبّاس وغيره بسدّ الأبواب وأذن لعليّ بترك بابه ، جاء العبّاس وغيره من آل محمّد ، فقالوا : يا رسول الله ما بال عليّ يدخل ويخرج؟ فقال رسول الله : ذاك إلى الله فسلّموا لله حكمه ، هذا جبرئيل جاءني عن الله عزّ وجلّ بذلك ، ثمّ أخذه صلىاللهعليهوآله ما كان يأخذه إذا نزل الوحي ، فسرّي عنه ، فقال صلىاللهعليهوآله : يا عبّاس ، يا عمّ رسول الله ، إنّ جبرئيل يخبرني عن الله « انّ عليّا لم يفارقك في وحدتك ، وآنسك في وحشتك ، فلا تفارقه في مسجدك » ، لو رأيت عليّا وهو تيضوّر على فراش محمّد واقيا روحه بروحه ، متعرضا لأعدائه ، مستسلما لهم أن يقتلوه ، كافيا شرّ قتله صلىاللهعليهوآله ، لعلمت أنّه يستحقّ من محمّد الكرامة والتفضيل ، ومن الله التعظيم والتبجيل ، إنّ عليّا قد انفرد عن الخلق في المبيت على فراش محمّد ، ووقاية روحه بروحه ، فأفرده الله تعالى دونهم بسلوكه في مسجده.
ولو رأيت عليّا ـ يا عمّ رسول الله ـ وعظيم منزلته عند ربّ العالمين ، وشريف محلّه