اعلم أنّ حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة عند الفريقين ، قال المناوي في فيض القدير ( ج ٣ ؛ ١٤ ) : « قال السمهوديّ : وفي الباب ما يزيد عن عشرين من الصحابة » ، وقال ابن حجر في الصواعق المحرقة (١٣٦) : « اعلم أنّ الحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة ، وردت عن نيّف وعشرين صحابيا ».
وقد رواه عن النبي أكثر من ثلاثين صحابيا ، وما لا يقل عن ثلاثمائة عالم من كبار علماء أهل السنة. انظر نفحات الأزهار ( ج ١ ؛ ١٨٥ ، ١٨٦ ).
وقد أفرد العلاّمة السيّد مير حامد حسين جزءين من « عبقات الأنوار » في طرق هذا الحديث ، وانظر بعض تخريجاته في كتاب قادتنا ( ج ٧ ؛ ٣٥٤ ـ ٣٧٣ ).
وفي أمالي الطوسي (٢٥٥) بسنده ، عن أبي سعيد الخدريّ ، أنّه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّي تارك فيكم الثقلين ، ألا إنّ أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض. وقال : ألا إنّ أهل بيتي عيبتي الّتي آوي إليها ، وإنّ الأنصار كرشي ، فاعفوا عن مسيئهم وأعينوا محسنهم.
وفي صحيح مسلم ( ج ٧ ؛ ١٢٢ / باب فضائل عليّ ) ما روى بإسناده عن زيد بن أرقم ، قال فيه : قام رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمّا بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : أما بعد ، ألا أيّها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي ، فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي.
فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال : نساؤه من أهل بيته؟! ولكنّ أهل بيته من حرم الصدقة عليه بعده.
وفي حديث آخر أخرجه مسلم في صحيحه ( ج ٧ ؛ ١٢٣ ) عن زيد ، وفيه : فقلنا : من