دين الإماميّة على الإيجاز والاختصار : إنّ الدعائم الّتي بني عليها خمس : الصلاة والزكاة والصوم والحج وولاية النبي والأئمّة من بعده ، وهم اثنا عشر ؛ أوّلهم أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام وآخرهم الحجّة بن الحسن عليهمالسلام.
هذا وما سيأتي في الطّرفة (٢٠) من قوله صلىاللهعليهوآله : « الله الله في أهل بيتي ، فإنّهم أركان الدين ومصابيح الظلم ومعدن العلم » مضمون واحد.
وهذا المضمون لا يكاد يحصى في روايات أهل البيت ، وفي روايات العامة أيضا ، وهو مذكور في جلّ المصادر والكتب الّتي خرّجت حديث الثقلين ، وبيعة غدير خم ، فراجعها.
وفي الكافي ( ج ١ ؛ ٢٢١ ) عقد بابا أسند فيه ثلاثة أحاديث تحت عنوان « أنّ الأئمّة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة » ، في الثالث منها بإسناده إلى الصادق عليهالسلام أنّه قال لخيثمة : يا خيثمة ، نحن شجرة النبوة ، وبيت الرحمة ، ومفاتيح الحكمة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وموضع سرّ الله ، ونحن وديعة الله في عباده ، ونحن حرم الله الأكبر ، ونحن ذمّة الله ، ونحن عهد الله ، فمن وفى بعهدنا فقد وفي بعهد الله ، ومن خفرها فقد خفر ذمة الله وعهده.
وفي بصائر الدرجات ( ٣٨٢ ـ ٣٨٥ ) عقد ابن فروخ الصفّار في الجزء السابع / الباب ١٩ في ذلك ، تحت عنوان « ما جاء عن الأئمّة من أحاديث رسول الله الّتي صارت إلى العامّة وما خصّوا به من دونهم ».
وفي الحديث التاسع من الباب المذكور بسنده عن عليّ عليهالسلام أنّه : صعد على منبر الكوفة ، فحمد الله وأثنى عليه وشهد بشهادة الحقّ ، ثمّ قال : إنّ الله بعث محمّدا صلىاللهعليهوآله بالرسالة ، واختصّه بالنبوّة ، وأنبأه بالوحي ، وأنال الناس وأنال ، وفينا أهل البيت معاقل العلم ، وأبواب الحكم ، وضياء الأمر ، فمن يحبّنا أهل البيت ينفعه إيمانه ويقبل عمله ، ومن لا يحبّنا أهل البيت فلا ينفعه إيمانه ولا يقبل منه عمله ولو صام النهار وقام اللّيل.