وفي المسترشد (٢٩٢) قال عليّ في خطبة له : نحن والله الّذي لا إله غيره أئمّة العرب ومنار الهدى ...
وفي فرائد السمطين ( ج ١ ؛ ٤٤ ) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٢٠ ) قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : نحن أهل البيت مفاتيح الرحمة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعدن العلم.
وفي بشارة المصطفى (١٦) بسنده ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : عليّ وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي.
وقد نبّهنا على أنّ الأحاديث في مضمون الطّرفة كثيرة جدا يصعب حصرها ، حتّى أنّ الأئمّة كانوا يقولون : إنّ في بيوتنا زغب جناح جبرئيل ، كما في بصائر الدرجات ( ٣١ ، ٣٢ ) بأسانيده إلى الحسين والسجاد والصادق عليهمالسلام ، وإنّما اقتصرنا على بعض ما ورد في ذلك ، فإنّها لا يكاد يخلو منها كتاب من كتب الإماميّة.
حديث المنزلة من الأحاديث المتواترة عند المسلمين ، وقد رواه الأئمّة والحفّاظ في كتبهم وتصانيفهم ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله يصدع به على رءوس الملأ من المسلمين ، وفي عدّة مواطن ، وقد رواه جمّ غفير من الصحابة ، كما روي عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، فلا يكاد يخلو منه مصنف إمامي ، وهو موجود في احتجاجات الإمام عليّ عليهالسلام ومناشداته في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وفي الشورى ، وبعد بيعة عثمان ، وفي الرحبة ، وفي الكوفة ، وقد رواه الأعلام ، حتّى قال أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف (٢٠٥) : « إنّ كلّ ناقل لغزاة تبوك ناقل لقوله صلىاللهعليهوآله لعلي : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ».
وخلاصة الحادثة هي ما رواه أبو جعفر الطبريّ الإمامي في بشارة المصطفى (٢٠٥) عن سعد بن مالك ، قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله غزا [ غزوة تبوك ] على ناقته الحمراء ، وخلف عليّا ، فنفست عليه قريش ، وقالوا : إنّما خلّفه لما استثقله وكره صحبته ، فجاء عليّ عليهالسلام حتّى أخذ بغرز الناقة ، فقال : يا نبي الله لأتبعنّك ـ أو إنّي تابعك ـ زعمت قريش أنّك لما استثقلتني