معلوم بالضرورة أنّ باب عليّ وفاطمة وبيتها ، هما باب وبيت رسول الله ؛ لأنها بضعته وعليّا أخوه ، ومعلوم أيضا أنّ حجاب فاطمة هو حجاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وحجاب رسول الله هو حجاب الله. وهذا لا شبهة فيه ولا غبار عليه ، وقد ورد في النصوص ما يدلّ عليه.
ففي شواهد التنزيل ( ج ١ ؛ ٥٣٤ ) بإسناده ، عن أنس وبريدة ، قالا : قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله هذه الآية ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) (١) فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله أيّ بيوت هذه؟ قال صلىاللهعليهوآله : بيوت الأنبياء ، فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ـ لبيت عليّ وفاطمة ـ؟ قال صلىاللهعليهوآله : نعم ، من أفاضلها.
وأسند في شواهد التنزيل ( ج ١ ؛ ٥٣٢ ـ ٥٣٤ ) ثلاثة أحاديث في ذلك ، عن أبي برزة وأنس بن مالك وبريدة. ورواه الثعلبي كما في خصائص الوحي المبين (٧٩) وأخرجه ابن مردويه كما في كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣١٩ ) والدر المنثور للسيوطي ( ج ٥ ؛ ٥٠ ) ورواه محمّد ابن العبّاس الماهيار كما في تفسير البرهان ( ج ٣ ؛ ١٣٨ ) ورواه فرات في تفسيره ( ٢٨٦ ، ٢٨٧ ) عن زيد بن عليّ ، ورواه القمّي في تفسيره ( ج ٢ ؛ ١٠٤ ) عن الباقر عليهالسلام ، ورواه الطبرسي في مجمع البيان ( ج ٤ ؛ ١٤٤ ) مرفوعا عن النبي صلىاللهعليهوآله.
فكيف صرّح صلىاللهعليهوآله بأنّ بيت عليّ وفاطمة من بيوت الأنبياء لو لا أنّه بيته صلىاللهعليهوآله ، فيكون حجاب من فيه حجاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وحجاب الرسول حجاب الله.
ففي بصائر الدرجات (٨٤) بإسناده عن الباقر عليهالسلام قال : بنا عبد الله وبنا عرف الله وبنا وعد الله ، ومحمّد حجاب الله.
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٢٧٣ ) في قوله تعالى : ( تَجْرِي بِأَعْيُنِنا ) (٢) ،
__________________
(١) النور ؛ ٣٦
(٢) القمر ؛ ١٤