الطّرفة الحادية عشر
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرف ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٤٧٨ ) والعلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٩٠ ـ ٩١ ) باختصار.
ومضمون هذه الطّرفة صحيح ومتسالم عليه ومرويّ في كتب الأصحاب ، إذ أنّ النبي صلىاللهعليهوآله أخذ على الناس الإقرار بولاية عليّ وإمامته وإمرته للمؤمنين قبل حجّة الوداع وفيها وبعدها ، وقد تقدّم مثله في حديث الثقلين ، لكنّ تخصيص أخذ البيعة لوصيّه بالمهاجرين ممّا لم نعثر عليه في مصدر ، ولكن يدلّ عليه أنّ المعارضين لهذه البيعة والولاية كانوا كلّهم من قريش ـ أي المهاجرين ـ وعلى رأسهم الشيخان ، فإنّهما وغيرهما من قريش اعترضوا على النبي واستفهموا بقولهم : أمن الله ومن رسوله؟ فلذلك خصّهم الإمام بالذكر لأنّهم المقصودون بالذات من هذه البيعة ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله يقصد تأكيد البيعة عليهم ، لعلمه صلىاللهعليهوآله بأنّهم سينقضون العهد وينكثون البيعة ، وسيأتي اعتراض بعضهم بعد قليل.
في كتاب سليم بن قيس (٢٣٦) قول ابن عبّاس في محاججة معاوية : يا معاوية أما علمت أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله حين بعث إلى مؤتة أمّر عليهم جعفر بن أبي طالب ، ثمّ قال : إن هلك جعفر فزيد بن حارثة ، فإن هلك زيد فعبد الله بن رواحة ، ولم يرض لهم أن يختاروا