وهم الذين همّوا برسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال صلىاللهعليهوآله : أما تراني يا جبرئيل أغذّ في السير مجدّا فيه لأدخل المدينة فأعرض ولاية عليّ على الشاهد والغائب؟
فقال له جبرئيل : الله يأمرك أن تفرض ولاية عليّ غدا إذا نزلت منزلك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : نعم يا جبرئيل ، غدا أفعل ذلك إن شاء الله ، وأمر رسول الله بالرحيل من وقته ، وسار الناس معه ، حتّى نزل بغدير خمّ وصلّى بالناس ، وأمرهم أن يجتمعوا إليه ، ودعا عليّا عليهالسلام ، ورفع رسول الله صلىاللهعليهوآله يد عليّ اليسرى بيده اليمنى ، ورفع صوته بالولاء لعلي على الناس أجمعين ، وفرض طاعته عليهم ، وأمرهم أن لا يختلفوا عليه بعده ، وخبّرهم أنّ ذلك عن الله ، وقال لهم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله.
ثمّ أمر الناس أن يبايعوه ، فبايعه الناس جميعا ولم يتكلّم منهم أحد ، وقد كان أبو بكر وعمر تقدّما إلى الجحفة فبعث صلىاللهعليهوآله وردّهما ، ثمّ قال لهما النبي متجهّما : يا ابن أبي قحافة ويا عمر بايعا عليّا بالولاية من بعدي ، فقالا : أمر من الله ورسوله؟ فقال صلىاللهعليهوآله : وهل يكون مثل هذا من غير أمر من الله ومن رسوله؟! نعم أمر من الله ومن رسوله ، فبايعا وانصرفا ....
وفي إرشاد القلوب ( ٣٢٥ ، ٣٢٦ ) قال بريدة : كنت أنا وعمّار أخي مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في نخيل بني النجّار ، فدخل علينا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فسلّم ، فردّ عليه رسول الله ورددنا ، ثمّ قال له : يا عليّ اجلس هناك ، فدخل رجال فأمرهم رسول الله بالسلام على عليّ بإمرة المؤمنين ، فسلّموا وما كادوا.
ثمّ دخل أبو بكر وعمر فسلّما ، فقال لهما رسول الله صلىاللهعليهوآله : سلّما على عليّ بإمرة المؤمنين ، فقالا : الإمرة من الله ورسوله؟! فقال صلىاللهعليهوآله : نعم ... [ واعترض كذلك طلحة وسعد بن مالك وعثمان وأبو عبيدة ] ... ثمّ أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : اسمعوا وعوا ، إنّي أمرتكم أن تسلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين ، وإن رجالا سألوني عن ذلك « عن أمر الله عزّ وجلّ أو أمر