كفّرناه بثلاث : مزّق كتاب الله ونبذه في الحشوش ... الخ.
وفي إرشاد القلوب (٣٤١) قول حذيفة بن اليمان : وأمّا كتاب الله فمزّقوه كلّ ممزّق ....
وفي المسترشد (٤٢٦) في كتاب عليّ الّذي أخرجه للناس ، قال في شأن عثمان : وأنحى على كتاب الله يحرّقه ويحرّفه ...
وفي كتاب سليم بن قيس (١٢٢) وفي الاحتجاج ( ج ١ ؛ ١٥٣ ) قول طلحة : وقد عهد عثمان حين أخذ ما ألّف عمر ، فجمع له الكتّاب ، وحمل الناس على قراءة واحدة ، فمزّق مصحف أبي بن كعب وابن مسعود وأحرقهما بالنار ....
وانظر في حرق المصاحف وتمزيقها تاريخ اليعقوبي ( ج ٢ ؛ ١٥٧ ) وتاريخ المدينة المنوّرة ( ج ٣ ؛ ٩٩١ ) ، عن أنس وبكير ، وصحيح البخاريّ ( ج ٦ ؛ ٩٦ ) وكنز العمال ( ج ٢ ؛ ٥٨١ ) بسند عن الزهريّ ، عن أنس ، وفيه لفظ « وأمر بسوى ذلك في صحيفة أو مصحف أن يحرق » ، ثمّ كتب « ابن سعد خ ت ن ، وابن أبي داود وابن الأنباريّ معا « في المصاحف » حب ، ق » انتهى.
وفي تاريخ الطبريّ ( ج ٧ ؛ ١٦٠ ) ذكر تسمية الناس لعثمان من بعد « شقّاق المصاحف » ، وكان كلّ ذلك بسبب غصب الخلافة من آل محمّد ، وتسلّط من لا علم له بالدين على أمور المسلمين بالقهر والمؤامرات ، فصاروا يهتكون حرمات الله دون رادع ولا وازع ، حتّى آل الأمر إلى أن يستفتح الوليد بن يزيد ـ خليفة المسلمين!! ـ بكتاب الله ، فإذا هو بقوله تعالى : ( وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ) (١) ، فنصب القرآن غرضا ومزّقه بالسهام ، وأنشد يقول :
تهدّد كلّ جبار عنيد |
|
فها أنا ذاك جبار عنيد |
إذا ما جئت ربّك يوم حشر |
|
فقل يا ربّ مزّقني الوليد |
انظر تمزيق الوليد للمصحف في مروج الذهب ( ج ٣ ؛ ٢٢٨ ، ٢٢٩ ) والفتوح ( ج ٤ ؛ ٣٣٣ )
__________________
(١) إبراهيم ؛ ١٥