والكامل في التاريخ ( ج ٥ ؛ ٢٩٠ ) والأغاني ( ج ٧ ؛ ٤٩ ) والبدء والتاريخ ( ج ٦ ؛ ٥٣ ).
في بصائر الدرجات ( ٤٣٣ ، ٤٣٤ ) بسنده عن جابر ، عن الباقر عليهالسلام ، قال : دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله أصحابه بمنى فقال : ... يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم حرمات الله ، وعترتي ، والكعبة البيت الحرام ، ثمّ قال أبو جعفر : أمّا كتاب الله فحرّفوا ، وأمّا الكعبة فهدموا ...
ويدلّ عليه ما مرّ من حديث المصحف والمسجد والعترة ، لأنّ المراد من المسجد ، مسجد بيت الله الحرام ، حيث يقول المسجد : يا ربّ خرّبوني وعطّلوني وضيّعوني ، وهو أشرف المساجد وأوّلها.
وعلى كلّ حال ، فقد أحرقت الكعبة وهدمت مرتين ، الأولى على يد الحصين بن نمير ، والثانية على يد الحجّاج لعنهما الله ، وكانت المرّتان بسبب اعتصام عبد الله بن الزبير ومقاتلته في الكعبة :
أمّا الأولى : فقد أحرق الحصين بن نمير الكعبة المشرّفة وهدمها في أواخر أيّام يزيد لعنه الله ، وبأمر منه ، وذلك بعد وقعة الحرّة وانتهاك حرمة المدينة.
قال الطبريّ في تاريخه ( ج ٧ ؛ ١٤ ) في أحداث سنة ٦٤ : قذفوا البيت بالمجانيق وحرقوه بالنار ، وأخذوا يرتجزون ويقولون :
خطارة مثل الفنيق المزبد |
|
نرمي بها أعواد هذا المسجد |
وقال المسعوديّ في مروج الذهب ( ج ٣ ؛ ٨١ ) : ونصب الحصين فيمن معه من أهل الشام المجانيق والعرّادات على مكّة والمسجد ، من الجبال والفجاج ... فتواردت أحجار المجانيق والعرّادات على البيت ، ورمي مع الأحجار بالنار والنفط ومشاقات الكتّان وغير ذلك من المحرقات ، وانهدمت الكعبة واحترقت البنيّة.
وقال ابن أعثم الكوفيّ في الفتوح ( ج ٣ ؛ ١٨٥ ـ ١٨٦ ) : والحصين بن نمير قد أمر بالمجانيق فنصبت ، فجعل يرمي أهل مكّة رميا متداركا ، لا يفتر من الرمي ، فجعل رجل من