أهل مكة يقول في ذلك :
ابن نمير بئس ما تولّى |
|
قد أحرق المقام والمصلّى |
وبيت ذي العرش العليّ الأعلى |
|
قبلة من حجّ له وصلّى |
وقال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ( ج ٢ ؛ ١٦ ، ١٧ ) : ونصب [ الحصين ] عليها العرّادات والمجانيق ، وفرض على أصحابه عشرة آلاف صخرة في كلّ يوم ، يرمونها بها ... وكانت المجانيق قد أصابت ناحية من البيت الشريف فهدمته مع الحريق الّذي أصابه.
وانظر في ذلك الكامل في التاريخ ( ج ٤ ؛ ١٢٤ ) وتاريخ اليعقوبي ( ج ٢ ؛ ٢٥١ ) والأخبار الطوال ( ٢٦٧ ، ٢٦٨ ) والبدء والتاريخ ( ج ٦ ؛ ١٥ ).
وأمّا المرّة الثانية : فقد أحرق الحجّاج الكعبة المشرّفة في محاصرته لعبد الله بن الزبير في سنة ٧٣ ه ، حيث طال الحصار ستّة أشهر وسبع عشرة ليلة كما نصّ عليه الطبريّ في تاريخه ( ج ٧ ؛ ٢٠٢ ) وكانت مكّة والبيت الحرام بيده من سنة ٦٤ ه حتّى سنة ٧٣ ه ، وكان هو يقيم الحجّ للناس ، وكان يأخذ البيعة لنفسه من الحجّاج ، فمنع عبد الملك بن مروان أهل الشام من الحجّ وبنى الصخرة في بيت المقدس ، فكان الناس يحضرونها يوم عرفة ويقفون عندها. انظر في ذلك وفيات الأعيان ( ج ٣ ؛ ٧١ ـ ٧٢ ) في ترجمة عبد الله بن الزبير ، وهل بعد هذا التلاعب في الدين من تلاعب؟!
وعلى أيّ حال ، فإنّ الكعبة المشرّفة أحرقت مرّة ثانية ، وكان الحجّاج يرمي الكعبة بنفسه ، قال ابن الأثير في الكامل ( ج ٤ ؛ ٣٥١ ) في أحداث سنة ٧٣ :
وأوّل ما رمي بالمنجنيق إلى الكعبة رعدت السماء وبرقت ، وعلا صوت الرعد على الحجارة ، فأعظم ذلك أهل الشام وأمسكوا أيديهم ، فأخذ الحجّاج حجر المنجنيق بيده ، فوضعه فيه ورمى به معهم.
وقال اليعقوبي في تاريخه ( ج ٢ ؛ ٦٦ ) : وقدم الحجّاج فقاتلهم قتالا شديدا ، وتحصّن [ ابن الزبير ] بالبيت ، فوضع عليه المجانيق ، فلم يزل يرميه بالمنجنيق حتّى هدم البيت.
وقال ابن أعثم الكوفي في الفتوح ( ج ٣ ؛ ٣٨٦ ) : وجعلوا يرمون البيت الحرام بالحجارة ،