وهم يرتجزون بالأشعار ... فلم يزل الحجّاج وأصحابه يرمون بيت الله الحرام بالحجارة حتّى انصدع الحائط الّذي على بئر زمزم عن آخره ، وانتقضت الكعبة من جوانبها ، قال : ثمّ أمرهم الحجّاج فرموا بكيزان النفط والنار ، حتّى احترقت الستارات كلّها فصارت رمادا ، والحجّاج واقف ينظر في ذلك كيف تحترق الستارات ، وهو يرتجز ويقول :
أما تراها صاعدا غبارها |
|
والله فيما يزعمون جارها |
فقد وهت وصدعت أحجارها |
|
ونفرت منها معا أطيارها |
وحان من كعبته دمارها |
|
وحرقت منها معا أستارها |
لمّا علاها نفطها ونارها
وانظر في ذلك الإمامة والسياسة ( ج ٢ ؛ ٣٨ ) والأخبار الطوال (٣١٤) وتاريخ الطبريّ ( ج ٧ ؛ ٢٠٢ ) ومروج الذهب ( ج ٣ ؛ ١٢٠ ) والخرائج والجرائح (٢٤١).
هذا الإخبار من رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام بشهادته وقاتله ، يعدّ من دلائل وعلامات نبوّة نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله ، وقد اتّفق على نقل هذا الإخبار جميع المسلمين في كتبهم ومصادرهم الروائيّة ، واتّفقوا على أنّ عليّا عليهالسلام كان يقول : ما ينتظر أشقاها ، عهد إليّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لتخضبنّ هذه من هذا. رواه ابن المغازلي في مناقبه (٢٠٥).
وفي كتاب سليم بن قيس (٩٤) قول النبي صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : تقتل شهيدا ، تخضب لحيتك من دم رأسك.
وفي أمالي الصدوق (٩٩) بسنده ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : أمّا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فيضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته.
وفي كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٤٢٧ ) عن عليّ عليهالسلام ، قال : إنّي سمعت رسول الله الصادق المصدّق صلىاللهعليهوآله يقول : إنّك ستضرب ضربة هاهنا ـ وأشار إلى صدغيه ـ فيسيل دمها حتّى تخضب