الطّرفة السادسة عشر
روى هذه الطّرفة الشريف الرضي في كتاب خصائص الأئمّة ( ٧٢ ـ ٧٣ ) ورواها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٤٨٣ ـ ٤٨٤ ) عن كتاب الطّرف ، وعن خصائص الأئمّة ، ونقلها العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٩٢ ) باختصار.
اتّفقت الكلمة على أنّ عليّا عليهالسلام وأهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله كانوا عند رسول الله قبل موته ، وأنّهم هم الّذين قاموا بأمره ، وتظافرت الروايات من طرق الفريقين أنّ النبي مات ورأسه في حجر عليّ ، أو أنّ عليّا كان مسنّده ، ولم يزعم أحد غير ذلك إلاّ عائشة ، فقد ادّعت لوحدها ذلك ، ولم يقرّها عليه المسلمون ، بل كان عليّ عليهالسلام هو القائم بشأن النبي صلىاللهعليهوآله ، وقد دعاه رسول الله في مرضه وأسرّ له جميع الأسرار ، وأخبره بكلّ ما يجري من بعده صلىاللهعليهوآله.
ففي الخصال (٦٤٢) بسنده عن أمّ سلمة ، قالت : قال رسول الله في مرضه الّذي توفّي فيه : ادعوا لي خليلي ، فأرسلت عائشة إلى أبيها ، فلمّا جاء غطّى رسول الله وجهه ، وقال : ادعوا لي خليلي ، فرجع أبو بكر ، وبعثت حفصة إلى أبيها ، فلمّا جاء غطّى رسول الله وجهه ، وقال : ادعوا لي خليلي ، فرجع عمر ، وأرسلت فاطمة عليهاالسلام إلى عليّ عليهالسلام ، فلمّا جاء قام رسول الله فدخل ، ثمّ جلّل عليّا بثوبه ، قال عليّ : فحدّثني بألف حديث ، يفتح كلّ حديث ألف حديث ، حتّى عرقت وعرق رسول الله ، فسال عليّ عرقه وسال عليه عرقي.
وفيه أيضا (٦٤٣) عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله علّمني ألف باب من الحلال والحرام ، وممّا كان إلى يوم القيامة ، كلّ باب منها