فأعرض عنه » ، ( ج ٣ ؛ ١٥ / الحديث ١٠٢٧ ) ومناقب الخوارزمي (٢٩) عن ابن مردويه ، وبحار الأنوار ( ج ٣٨ ؛ ٣٣١ ) عن كتاب الأربعين ، وقال المظفر في دلائل الصدق ( ج ٢ ؛ ٦٣٩ ) : « إنّ الحديث ذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة عن الدار قطني ، ثمّ حكم بضعفه ، وقال : أنّ له طريقا آخر إلى ابن عمر أيضا » ، وقد ناقش المظفر تضعيف السيوطي فراجعه. ومهما يكن من شيء فهو ثابت وطرقه كثيرة ، وهو دالّ على محتوى الطّرفة ، وأنّ النبي صلىاللهعليهوآله أخبر عليّا عليهالسلام بما سيجري ، وأوصاه بوصايا ، فقام بها عليّ عليهالسلام جميعا.
لهذا المطلب أكثر من دليل ودليل ، فقد علم النبي صلىاللهعليهوآله بما كانوا ينوونه من غصب الخلافة ، والتهافت على الدنيا ، فبعثهم في جيش أسامة ، ولعن من تخلّف عنه ، وأبقى عليّا وأهل بيته عليهمالسلام ليقودوا الأمّة ، ويستلموا الخلافة ، وصرّح النبي صلىاللهعليهوآله في رواياتنا أنّه إنّما بعثهم لذلك ، ولتتمّ عليهم الحجّة ، وأخبر صلىاللهعليهوآله عليّا عليهالسلام بأنّه المظلوم والمضطهد من بعده ، وأنّ الأمّة ستغدر به ، وأنّه المبتلى والمبتلى به ؛ كما مرّ كلّ ذلك ، وقد تحقّق ما أخبر به صلىاللهعليهوآله ، فتنازع القوم على الخلافة ، وغصبوها في سقيفة بني ساعدة ، وتركوا النبي صلىاللهعليهوآله ملقى في بيته ، والحزن يغمر عليّا ، وأهل بيت النبي صلوات الله عليهم ، وقد احتجّت فاطمة عليهاالسلام على الأنصار والمهاجرين بأحقّيّة عليّ عليهالسلام ، فاعتذروا بأنّ عليّا لو كان حاضرا في السقيفة لبايعوه ، فقال الإمام عليهالسلام : أفأترك رسول الله صلىاللهعليهوآله جنازة وأنازع الأمر؟! فقالت الزهراء عليهاالسلام : ما فعل أبو الحسن إلاّ ما كان ينبغي ، وهذا كلّه ثابت في التواريخ والمناقب والتراجم ، وقد اتّفقت كلمة أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم على ذلك.
ففي تفسير العيّاشي ( ج ٢ ؛ ٣٣٠ ) عن أحدهما عليهماالسلام ، قال : فلمّا قبض نبي الله ، كان الذي كان ؛ لما قد قضي من الاختلاف ، وعمد عمر فبايع أبا بكر ، ولم يدفن رسول الله بعد. وإليك بعض النصوص في ذلك من كتب العامّة.