في المسترشد (٣٩٤) بسنده عن عليّ عليهالسلام ، قال : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) (١) فلو ترك الناس الحجّ لم يكن البيت ليكفر بتركهم إيّاه ، ولكن كانوا يكفرون بتركه ؛ لأنّ الله تبارك وتعالى قد نصبه لهم علما ، وكذلك نصّبني علما ، حيث قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ ، أنت بمنزلة الكعبة ، يؤتى إليها ولا تأتي.
وفي أسد الغابة ( ج ٤ ؛ ٣١ ) بسنده عن عليّ عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت بمنزلة الكعبة ، تؤتى ولا تأتي ، فإن أتاك هؤلاء القوم فسلّموها إليك ـ يعني الخلافة ـ فاقبل منهم ، وإن لم يأتوك فلا تأتهم حتّى يأتوك.
وقد روت كتب الفريقين هذا الحديث بمعنى واحد ، وألفاظ مختلفة ، فورد في بعضها « أن مثل عليّ مثل الكعبة ، يحجّ إليها ولا تحجّ » و « إنّما أنا كالكعبة أقصد ولا أقصد » و « مثل عليّ كمثل بيت الله الحرام ، يزار ولا يزور » ، وما شاكلها وقاربها من الألفاظ. انظر في ذلك الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٧٥ ) وكشف اليقين (٢٩٨) وكفاية الأثر ( ١٩٩ ، ٢٤٨ ) وبشارة المصطفى (٢٧٧) وإرشاد القلوب (٣٨٣) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ١ ؛ ٢٦٢ ) ( ج ٣ ؛ ٢٠٢ ، ٢٦٨ ) وأمالي الصدوق (١٧) والتحصين (٦٠٩) وتفسير فرات ( ٨١ ـ ٨٢ ) ودلائل الإمامة (١٢) والمسترشد (٣٨٧) وبحار الأنوار ( ج ٤٠ ؛ ٧٥ ـ ٧٨ ) نقلا عن الفردوس للديلمي.
وهو في مناقب ابن المغازلي (١٠٧) وتاريخ دمشق ( ج ٢ ؛ ٤٠٧ / الحديث ٩٠٥ ) وينابيع المودّة ( ج ٢ ؛ ٧ ) ونور الهداية للدواني المطبوع في الرسائل المختارة (١٢٦) وكنوز الحقائق (١٨٨).
وأئمّة آل البيت عليهمالسلام كلّهم كالكعبة ، ففي الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٧٥ ) قال : أسند ابن جبر في نخبه إلى الصادق عليهالسلام ، قوله : « نحن كعبة الله ، ونحن قبلة الله » وفي هذا وجوب
__________________
(١) آل عمران ؛ ٩٧.