وقد أبوا ما أنزل الله ، وما بلّغه النبي بمثل قولهم : « أيرى محمّد أنّه قد أحكم الأمر في أهل بيته » وقولهم : « ما أنزل الله هذا على محمّد قطّ ، وما يريد إلاّ أن يرفع بضبع ابن عمّه » وقولهم : « والله لا نسلّم له ما قال ابدا » وقولهم : « والله لصاع من تمر في شنّ ، بال أحبّ إلينا ممّا سأل محمّد ربّه » وأمثال هذه الكلمات في عدم وفائهم بالبيعة ، وفي بعضها ذكر أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم صراحة.
انظر أمالي المفيد (١١٣) وكتاب سليم بن قيس (١٤٤) واليقين ( ٢١٤ ، ٣٠٧ ، ٣١١ ، ٣١٧ ) والمسترشد (٥٨٥) والتهاب نيران الأحزان ( ٢٨ ، ٣٠ ) وأمالي الطوسي (٢٠٤) في كلام للزهراء عليهاالسلام ، والكافي ( ج ١ ؛ ٤٢٧ ، ٤٣١ ) و ( ج ٨ ؛ ٣٣٤ ، ٣٧٩ ) والخصال ( ٣٧١ ـ ٣٨٢ ) وتفسير العيّاشي ( ج ١ ؛ ٣٠٧ ، ٣٦١ ) و ( ج ٢ ؛ ١٠٦ ، ١٥١ ، ١٥٢ ، ٢٩٠ ).
ومثله قوله صلىاللهعليهوآله في الطّرفة الثامنة والعشرين : « يا عليّ ، ما أنت صانع بالقرآن والعزائم والفرائض؟ قال : أجمعه ثمّ آتينّهم به ، فإن قبلوه وإلاّ أشهدت الله وأشهدتك عليهم ».
أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّا عليهالسلام بجمع القرآن بعد وفاته ، فامتثل عليّ لأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وآلى ألاّ يضع رداءه على ظهره حتّى يجمعه ، فجمعه عليهالسلام وأتى به القوم ، فقالوا له : لا حاجة لنا به.
روى الطبرسي في الاحتجاج ( ج ١ ؛ ١٥٥ ، ١٥٦ ) عن أبي ذرّ الغفاريّ ، أنّه قال : لمّا توفّي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، جمع عليّ القرآن ، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم ، لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلمّا فتحه أبو بكر خرج في أوّل صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا عليّ ، اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه عليهالسلام وانصرف.
وفي إثبات الوصيّة (١٢٣) قال : ثمّ ألّف عليهالسلام القرآن وخرج إلى الناس ، وقد حمله في إزار معه وهو يئطّ من تحته ، فقال لهم : هذا كتاب الله ، قد ألّفته كما أمرني وأوصاني رسول الله صلىاللهعليهوآله كما أنزل ، فقال له بعضهم : اتركه وامض ، فقال لهم عليهالسلام : إنّ رسول الله قال لكم : إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فإن قبلتموه