الطّرفة التاسعة عشر
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرف ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٤٨٤ ـ ٤٨٥ ) ونقلها العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٩٢ ـ ٩٣ ) باختصار.
ودّع النبي صلىاللهعليهوآله أهل بيته ، وأوصاهم بوصاياه ، وأوصى بهم المسلمين ، وقد انفرد تارة بعلي يناجيه ويحدّثه بما سيكون ، وتارة بالزهراء ويخبرها بما يجري عليها ، وتارة يخبرهما معا ، وتارة أخرى يودّعهم جميعا الزهراء وعليّا والحسنين عليهمالسلام ، وكان ذلك في أخريات حياته الشريفة ، وسيأتي وداعه لهم عند اللحظات الأخيرة قبل الممات في الطّرفة السادسة والعشرين ، وسنذكر هنا بعض ما يتعلّق بإخباره صلىاللهعليهوآله لهم بما يجري ، واستيداعه الله أهل بيته.
ففي المختار من مسند فاطمة ( ١٤٤ / الحديث ١٣٠ ) قال : عن فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، عن أمّ سلمة ، قالت : والّذي أحلف به إن كان عليّ لأقرب الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآله ، عدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم قبض في بيت عائشة ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله غداة بعد غداة يقول : جاء عليّ؟ ـ مرارا ـ وأظنّه كان بعثه في حاجة ، فجاء بعد ، فظنّنا أنّه له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا بالباب ، وأكب عليه عليّ عليهالسلام ، فجعل يسارّه ويناجيه ، ثمّ قبض من يومه ذلك فكان أقرب الناس به عهدا. ( ش ). وهذا رمز إلى أنّه ينقله عن المصنف لابن أبي شيبة.
وفي ينابيع المودة ( ج ٢ ؛ ٣٣ ) قال : وعن أم سلمة ، قالت : والله به أحلف ، إنّ عليّا كان لأقرب الناس عهدا بالنبي صلىاللهعليهوآله ، فكنّا عند الباب ، فجعل يناجي عليّا ويسارّه حتّى قبض.
أخرجه أحمد.