أراك مغموما متغيّر اللّون؟ فقال : نعيت إليّ نفسي هذه الساعة ... ثمّ قال : ادع لي حبيبة قلبي وقرّة عيني فاطمة تجيء ، فجاءت فاطمة وهي تقول : نفسي لنفسك الفداء ، ووجهي لوجهك الوقاء ، يا ابتاه ألا تكلّمني كلمة!! فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا ، وأرى عساكر الموت تغشاك شديدا ... ثمّ قال : ادعوا إليّ عليّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد ، فجاء فوضع يده على عاتق عليّ والأخرى على أسامة ، ثمّ انطلقا بي إلى فاطمة ، فجاءا به حتّى وضع رأسه في حجرها ...
وفي أمالي الصدوق ( ٣١١ ، ٣١٢ ) بسنده عن الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام ، قال : بلغ أمّ سلمة زوجة رسول الله أنّ مولى لها ينتقص عليّا ويتناوله ، فأرسلت إليه ... إنّا كنا عند رسول الله تسع نسوة ، وكانت ليلتي ويومي من رسول الله ، فدخل النبي وهو متهلّل ، أصابعه في أصابع عليّ ، واضعا يده عليه ، فقال : يا أمّ سلمة اخرجي من البيت وأخليه لنا ، فخرجت وأقبلا يتناجيان ، أسمع الكلام وما أدري ما يقولون ... فأتيت الباب ، فقلت : أدخل يا رسول الله؟ قال : لا ، قالت : فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردّني من سخطة ، وأنزل في شيء من السماء ... حتّى أتيت الباب الثالثة ، فقالت : أدخل يا رسول الله؟ فقال : ادخلي يا أمّ سلمة ، فدخلت وعليّ جاث بين يديه وهو يقول : فداك أبي وأمّي يا رسول الله إذا كان كذا وكذا فما تأمرني به؟ قال : آمرك بالصبر ، ثمّ أعاد عليه القول الثانية فأمره بالصبر ، فأعاد عليه القول الثالثة ، فقال له : يا عليّ ، يا أخي ، إذا كان ذلك منهم فسلّ سيفك ، وضعه على عاتقك ، واضرب به قدما قدما حتّى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم ، ثمّ التفت إليّ وقال : والله ما هذه الكآبة يا أم سلمه؟ قلت : للّذي كان من ردّك إيّاي يا رسول الله ، فقال لي : والله ما رددتك من موجدة ، وإنّك لعلى خير من الله ورسوله ، ولكن أتيتني وجبرئيل عن يميني وعليّ عن يساري ، وجبرئيل يخبرني بالأحداث الّتي تكون بعدي ، وأمرني أن أوصي بذلك عليّا ...
وانظر هذا الخبر في أمالي الطوسي ( ٤٢٤ ـ ٤٢٦ ) وبشارة المصطفى ( ٥٨ ـ ٥٩ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٤٠٠ ـ ٤٠١ ) ومناقب الخوارزمي ( ٨٨ ـ ٩٠ ).