وفي الخصال (٦٤٢) بسنده عن أم سلمة زوجة النبي ، قالت : قال رسول الله في مرضه الّذي توفي فيه : ادعوا لي خليلي ... وأرسلت فاطمة إلى عليّ ، فلمّا جاء قام رسول الله صلىاللهعليهوآله فدخل ، ثمّ جلّل عليّا بثوبه ، قال عليّ عليهالسلام : فحدّثني بألف حديث يفتح كلّ حديث ألف حديث ، حتّى عرقت وعرق رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فسال عليّ عرقه ، وسال عليه عرقي.
وفيه أيضا (٦٤٣) بسنده عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرضه الذي توفي فيه : ادعوا لي أخي ، فأرسلوا إلى عليّ ، فدخل ، فولّيا وجوههما إلى الحائط وردّ عليهما ثوبا ، فأسرّ إليه والناس محتوشون وراء الباب ، فخرج عليّ عليهالسلام فقال له رجل من الناس : أسرّ إليك نبي الله شيئا؟ قال : نعم أسرّ إليّ ألف باب في كلّ باب ألف باب ...
وفي كفاية الطالب (٢٦٣) قال : والذي يدلّ على أنّ عليّا كان أقرب الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآله عند وفاته ، ما ذكره أبو يعلى الموصلي في مسنده ، والإمام أحمد في مسنده ، وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن أبي بكر بد مشق .... عن أمّ موسى ، عن أمّ سلمة ، قالت : والذي أحلف به إن كان عليّ لأقرب الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآله ، قالت : غدا رسول الله صلىاللهعليهوآله غداة بعد غداة ، يقول : جاء عليّ؟ مرارا ـ قالت فاطمة : كان يبعثه في حاجة ـ فجاء بعد ، فظننت أنّ له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، فقعدنا عند الباب ، فكنت من أدناهم من الباب ، فأكبّ عليه عليّ عليهالسلام ، فجعل يسارّه ويناجيه ، ثمّ نهض من يومه ذلك ، فكان أقرب الناس عهدا.
وهذا الحديث رواه الحاكم في المستدرك ( ج ٣ : ١٣٨ ) وأحمد في مسنده ( ج ٦ ؛ ٣٠٠ ) والنسائي في خصائصه ( ١٣٠ ـ ١٣١ ).
وهذه الأحاديث كما تراها تدلّ على أنّ أمّ المؤمنين أمّ سلمة كانت وراء الباب ، وأن النبي صلىاللهعليهوآله انفرد بعلي ، فحدّثه وأسرّ إليه بما سيكون بعده من أمور ، وأنّه أودع فاطمة عند عليّ عليهماالسلام ، وسيأتي المزيد من التفصيل في الطّرفة السادسة والعشرين.