وحرب لمن حاربك ...
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٢١٠ ) في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ) (١) ... الآية ، قال : وفي رواية مقاتل ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) يعني عليّا ( وَالْمُؤْمِناتِ ) (٣) يعني فاطمة ( فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) (٤) ، قال ابن عباس : وذلك أنّ الله تعالى أرسل عليهم الجرب في جهنّم ، فلا يزالون يحكّون حتّى تقطع أظفارهم ، ثمّ يحكّون حتّى تنسلخ جلودهم ، ثمّ يحكّون حتّى تظهر عظامهم ، ويقولون : ما هذا العذاب الّذي نزل بنا؟ فيقولون لهم : معاشر الأشقياء ، هذه عقوبة لكم ببغضكم أهل بيت محمّد.
هذه بعض المرويات المطابقة لما في عنوان الطّرفة ، سواء كان الويل واديا في جهنّم كما هو الظاهر ، أم كان كلمة لمطلق العذاب ، وهناك روايات عدّة في قوله صلىاللهعليهوآله : « الويل لظالمي أهل بيتي ، عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار » وما شابهها من الروايات المنذرة بالعذاب للظالمين لأهل البيت ، وفاطمة من أهل البيت عليهمالسلام بلا نزاع بين المسلمين ، مضافا إلى الآيات والروايات المنذرة والمحذّرة من ظلم المؤمن ، وأنّه يستوجب العذاب والعقاب.
أوّل حقّ ابتزّ واغتصب من أهل البيت عليهمالسلام عقيب وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ـ بعد اغتصاب الخلافة ـ هو ابتزازهم حقّ الزهراء عليهاالسلام ، وأخذ فدك منها ، وإخراجهم وكيلها منها ، ثمّ ادّعوا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يورّث ، وقد كذبوا ، فحاججتهم الزهراء بكتاب الله وسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لكنّهم أبوا وظلّوا في طغيانهم يعمهون ، وقد أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّا وأهل بيته عليهمالسلام والمسلمين بذلك.
__________________
(١) الأحزاب ؛ ٥٨.
(٢) الأحزاب ؛ ٥٨.
(٣) الأحزاب ؛ ٥٨.
(٤) الأحزاب ؛ ٥٨.