بيت الزهراء عليهاالسلام ، لكنّ العناد حملهم على حمل تلك الروايات الظاهرة في الإحراق ـ أو التصميم والجزم على الإحراق ـ على مجرّد التهديد ، وللعاقل أن يحكم بعد أن يطالع روايات الفريقين في هذا الباب.
ففي كتاب سليم بن قيس ( ٨٤ ، ٢٥٠ ) قال : دعا عمر بالنار ، فأضرمها في الباب ، فأحرق الباب ، ثمّ دفعه.
وفي إثبات الوصيّة (١٢٤) قال المسعوديّ : فوجّهوا إلى منزله ، فهجموا عليه ، وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كرها. وانظر بحار الأنوار ( ج ٢٨ ؛ ٣٠٨ ).
وفي أبواب الجنان المخطوط ( ٣١٤ ـ ٣١٦ ) روى العفكاويّ بسند معتبر عن أحمد بن إسحاق ، عن الإمام الهادي والعسكري ، عن آبائه عليهمالسلام أنّ حذيفة بن اليمان ، قال في حديث طويل : فلمّا توفّي رسول الله صلىاللهعليهوآله ... أضرم [ أي عمر ] النار في بيت الرسالة ...
وفي إرشاد القلوب (٢٨٦) روى الديلمي قول عليّ عليهالسلام لعمر : ثمّ يؤمر بالنار الّتي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله وابني الحسن والحسين وابنتي زينب وأم كلثوم ...
وفي الشافي ( ج ٣ ؛ ٢٤١ ) قال السيّد المرتضى : روى إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي ، قال : حدّثني أحمد بن عمرو البجلي ، قال : حدّثنا أحمد بن حبيب العامريّ ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، قال : والله ما بايع عليّ عليهالسلام حتّى رأى الدخان قد دخل عليه بيته.
وقال أيضا في الشافي ( ج ٤ ؛ ١١٩ ) فقد بيّنا أنّ خبر الإحراق قد رواه غير الشيعة ممّن لا يتّهم على القوم ... وانظر الشافي أيضا ( ج ٤ ؛ ١١٢ ) ونقل كلام القاضي عبد الجبار صاحب المغني وفيه قوله : « فأمّا ما ذكروه من حديث عمر في باب الإحراق ، فلو صحّ لم يكن طعنا على عمر ... ».
هذا كلامه وما عشت أراك الدهر عجبا. وانظر كلامه في المغني ( ج ١ ؛ ٣٣٧ ) وعنه في شرح النهج ( ج ١٦ ؛ ٢٧٢ ).