محمّد السريّ بن يحيى بن السريّ بن أبي دارم : كان مستقيم الأمر عامّة دهره ، ثمّ في آخر أيّامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب ، حضرته ورجل يقرأ عليه « إنّ عمر رفس فاطمة حتّى أسقطت بمحسن ». وانظر لسان الميزان ( ج ١ ؛ ٤٠٦ ) وسير أعلام النبلاء ( ج ١٥ ؛ ٥٧٨ ) وابن أبي دارم هذا من الثقات ومن مشايخ الحاكم النيسابوريّ وابن مردويه.
ونقل ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١٤ ؛ ١٩٢ ـ ١٩٣ ) كلام النقيب أبي جعفر ـ بعد أن ذكر قصة ترويع هبّار بن الأسود لزينب بنت رسول الله حتّى طرحت ما في بطنها ـ قال : وهذا الخبر قرأته على النقيب أبي جعفر ، فقال : إذا كان رسول الله أباح دم هبّار بن الأسود لأنّه روّع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال أنّه لو كان رسول الله حيّا لأباح دم من روّع فاطمة حتّى ألقت ذا بطنها. فقلت : أروي عنك ما يقوله قوم « أنّ فاطمة روّعت فألقت المحسن »؟ فقال : لا تروه عنّي ولا ترو عنّي بطلانه ؛ فإنّي متوقّف في هذا الموضوع ؛ لتعارض الأخبار عندي فيه.
فمن كلّ المصادر والمرويات نعلم أنّ الأمر بالهجوم والإحراق والضرب والإسقاط كان قد صدر من أبي بكر بن أبي قحافة ، وكان المنفّذ الأوّل عمر بن الخطّاب بمساعدة قنفذ والمغيرة بن شعبة ، ومن جاءوا معهم ، وهذا الإستار المشؤوم هو الّذي دبّر الانقلاب على أهل بيت محمّد صلوات الله عليهم واغتصبهم حقوقهم.
ففي دلائل الإمامة ( ٤٥ ـ ٤٦ ) بسنده عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي ، قال : حدّثني زيد بن عليّ وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني أبي الحسين وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني أبي أمير المؤمنين عليّ وهو آخذ بشعره ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو آخذ بشعره ، يقول : من آذى شعرة منك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عزّ وجلّ ، ومن آذى الله عزّ وجلّ لعنه ملء السماوات والأرضين. وانظر هذه الرواية في نظم درر السمطين (١٠٥) ومجمع البيان ( ج ٤ ؛ ٣٧٠ ) ومناقب الخوارزمي (٢٣٥) وأمالي الصدوق (٢٧١) ومقتل الحسين للخوارزمي