قال المظفر في دلائل الصدق ( ج ٢ ؛ ٦٣٣ ) : والحقّ أنّه لم يصلّ بالناس إلاّ في صلاة واحدة وهي صلاة الصبح ؛ تلبّس بها بأمر ابنته ، فعلم رسول الله صلىاللهعليهوآله فخرج يتهادى بين عليّ عليهالسلام والعبّاس أو ابنه الفضل ، ورجلاه تخطّان في الأرض من المرض ، وممّا لحقه من تقدّم أبي بكر ومخالفة أمره بالخروج في جيش أسامة ، فنحّاه النبي وصلّى ثمّ خطب ، وحذّر الفتنة ، ثمّ توفي من يومه وهو يوم الإثنين ، وقد صرّحت بذلك أخبارنا ، ودلّت عليه أخبارهم ؛ لإفادتها أنّ الصلاة الّتي تقدّم فيها هي الّتي عزله النبي عنها ، وإنّها صبح الاثنين وهو الّذي توفي فيه.
وقد وردت هذه الروايات في أمّهات المصادر والصحاح ، كصحيح البخاريّ ( ج ١ ؛ ٥٩ ) وفتح الباري ( ج ١ ؛ ٢٤٢ ) وشرح الكرمانيّ ( ج ٣ ؛ ٤٥ ) والموطّأ ( ج ١ ؛ ١٥٦ ) وصحيح مسلم بشرح النووي ( ج ٣ ؛ ٦١ ) ومسند أحمد بن حنبل ( ج ٥ ؛ ٣٢٢ ) والمصنّف لعبد الرزاق ( ج ٥ ؛ ٤٢٩ ) ودلائل النبوّة للبيهقي ( ج ٧ ؛ ١٩١ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٣ ؛ ١٩٥ ـ ١٩٦ / أحداث سنة ١١ ).
وانظر تحقيق الحال في الاستغاثة ( ١١١ ـ ١١٧ ) وبحار الأنوار ( ج ٢٨ ؛ ١٣٠ ـ ١٧٤ ) ففيه بحث قيّم للمجلسي رحمهالله ، ودلائل الصدق ( ج ٢ ؛ ٦٣٣ ـ ٦٤٢ ) وكتاب الإمامة للسيّد عليّ الميلاني ( ٢٨٥ ـ ٣٥٦ ) « رسالة في صلاة أبي بكر » ، وهذه الكتب بحثت المسألة من خلال كتب العامّة فقط ، فلاحظها ولاحظ مصادرها.
وفي كثير من المصادر ـ الإماميّة والعاميّة الذاكرة لهذا الحادث ـ خطبة النبي صلىاللهعليهوآله الّتي أوصاهم فيها بالكتاب والعترة ، وحذّرهم فيها من الفتن والفرقة ، ففي أمالي المفيد (١٣٥) عن معروف بن خربوذ ، قال : سمعت أبا عبد الله مولى العبّاس يحدّث أبا جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام ، قال : سمعت أبا سعيد الخدريّ يقول : إنّ آخر خطبة خطبنا بها رسول الله صلىاللهعليهوآله لخطبة خطبنا في مرضه الّذي توفّي فيه ، خرج متوكئا على عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وميمونة مولاته ، فجلس على المنبر ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ...
وفي جواهر العقدين المخطوط (١٦٨) قال : ثمّ إنّه صلىاللهعليهوآله قام معتمدا على عليّ عليهالسلام والفضل