حتّى جلس على المنبر وعليه عصابة ، فحمد الله وأثنى عليه ، وأوصاهم بالكتاب وعترته أهل بيته ، ونهاهم عن التنافس والتباغض وودّعهم. وانظر الخطبة وخروجه إليها في الاحتجاج ( ٤٣ ـ ٤٧ ) وطبقات ابن سعد ( ج ٢ ؛ ٤٢ ) عن أبي سعيد الخدريّ ، وصحيح البخاريّ / باب مناقب الأنصار رقم ١١ ، وصحيح مسلم ( ج ٧ ؛ ٧٤ / فضائل الصحابة ) ومسند أحمد بن حنبل ( ج ٣ ؛ ١٥٦ ، ١٧٦ ، ١٨٨ ، ٢٠١ ).
تقدّم الكلام عن حديث الثقلين في الطّرفة العاشرة ، عند قوله صلىاللهعليهوآله : « كتاب الله وأهل بيتي ... فإنّ اللّطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وذكرنا هناك أنّ عليا عليهالسلام هو رأس أهل البيت الثقل الثاني ، ووردت روايات صريحة عن النبي صلىاللهعليهوآله بقوله : « كتاب الله وعليّ بن أبي طالب » كما تقدّم نقله عن كتاب مائة منقبة لابن شاذان ( ١٤٠ المنقبة ٨٦ ). ونزيد هنا أنّ الخوارزمي أخرجه أيضا في كتاب مقتل الحسين عليهالسلام ( ج ١ ؛ ٣٢ ) والديلمي في إرشاد القلوب (٣٧٨) عن زيد بن ثابت أيضا.
كما تقدّم الكلام عن حديث « أنّ عليّا هو العلم » في الطّرفة الحادية عشر ، عند قوله صلىاللهعليهوآله : « إنّ عليّ بن أبي طالب هو العلم ، فمن قصر دون العلم فقد ضلّ ، ومن تقدّمه تقدّم إلى النار ، ومن تأخّر عن العلم يمينا هلك ، ومن أخذ يسارا غوى » فراجع.
لقد روت المصادر الإماميّة والعاميّة هذا المضمون بأسانيد مختلفة ، ويمكن تقسيم الروايات الواردة في هذا المعنى إلى ثلاثة أقسام : أوّلها : ما ورد فيه أنّ عليّا هو حبل الله ، وثانيها : ما ورد فيه أنّ آل محمّد حبل الله ، وثالثها : ما ورد فيه أنّ عليّا والأئمّة من ولده حبل الله.