عليه ما جاء في تفسير قوله تعالى : ( إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ) (١) وأنّ الحبل من الله هو الكتاب العزيز ، والحبل من الناس هو عليّ بن أبي طالب. انظر في ذلك تفسير فرات ( ٩٢ الحديث ٧٦ ) وتفسير العيّاشي ( ج ١ ؛ ٢١٩ ) وتفسير الصافي ( ج ١ ؛ ٢٨٩ ) وتفسير البرهان ( ج ١ ؛ ٣٠٩ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٧٥ ).
إنّ المظلوميّة الّتي حلّت بأهل البيت والأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام ، وأتباعهم وشيعتهم ، ممّا لا يحتاج إلى بيان ، فقد أطبق التاريخ والمؤرخون على هذه الحقيقة ، وأن الشيعة عموما ، والفرقة الإماميّة خصوصا ، لا قوا من الويلات والاضطهاد والتنكيل ما لم يلقه أيّ مذهب آخر ، وكان بدء الظلم قد حلّ بهم بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ؛ إذ نزل الظلم بعليّ وفاطمة والحسن والحسين ومن بعدهم التسعة من ولد الحسين عليهمالسلام ، هذا الظلم كلّه أنزل بهم مع كثرة وصايا الرسول صلىاللهعليهوآله فيهم بمثل قوله : « الله الله في أهل بيتي » وغيره من توصياته صلىاللهعليهوآله بهم ، وتحذيره الأمّة من ظلمهم وأذاهم ، وقد مرّ عليك في تخريجات كثير من المطالب الماضية ما فيه غنى وكفاية ، ومن أوضحها وأصرحها ما جاء في حديث الثقلين من الأمر باتّباعهم وأنّه سبيل النجاة ، والنهي عن التخلّف عنهم وإيذائهم وظلمهم ، وأنّه يؤدي إلى الهلاك والنار.
ففي مناقب ابن المغازلي ( ١٦ ـ ١٨ ) بسنده عن امرأة زيد بن أرقم ، قالت : أقبل نبي الله من مكّة في حجّة الوداع ، حتّى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدوحات فقمّ ما تحتهنّ من شوك ، ثمّ نادى : الصلاة جامعة ... فصلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا فقال : الحمد لله ... ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله لا شريك له؟ وأنّ محمّدا عبده ورسوله؟ وأنّ الجنّة حقّ وأنّ النار حقّ؟ وتؤمنون بالكتاب كلّه؟ قالوا : بلى ، قال : فإني أشهد أن قد صدقتكم
__________________
(١) آل عمران ؛ ١١٢.