وصدّقتموني ، ألا وإنّي فرطكم ، وإنّكم تبعي ، توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقونني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما ... الأكبر منهما كتاب الله تعالى ؛ سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ... فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصّروا عنهم ؛ فإنّي قد سألت لهم اللّطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدوّ ، ألا وإنّها لم تهلك أمّة قبلكم حتّى تتديّن بأهوائها ، وتظاهر على نبوّتها ، وتقتل من قام بالقسط ، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فرفعها ، ثمّ قال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، ومن كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قالها ثلاثا. وهو في العمدة ( ١٠٤ ـ ١٠٦ ) عن ابن المغازلي ، وفيه « عن ابن امرأة زيد بن أرقم ».
وفي نظم درر السمطين ( ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ) قال : وروى زيد بن أرقم ، قال : أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم حجّة الوداع ، فقال : إنّي فرطكم على الحوض ، وإنّكم تبعي ، وإنّكم توشكون أن تردوا عليّ الحوض فأسألكم عن ثقلي ؛ كيف خلفتموني فيهما ... الأكبر منهما كتاب الله ... والأصغر عترتي ، فمن استقبل قبلتي ، وأجاب دعوتي ، فليستوص لهم خيرا ـ أو كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم ... وهو في ذخائر العقبى (١٦) حيث قال : أخرجه أبو سعيد في شرف النبوّة ، ونقله عن نظم درر السمطين القندوزيّ في ينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٣٥ ) والسمهوديّ في جواهر العقدين المخطوط ، في الذكر الرابع ، ورواه عن زيد بن أرقم العلاّمة حميد المحلي في محاسن الأزهار كما في نفحات الأزهار ( ج ١ ؛ ٤٢٠ ). ولزيادة التوضيح ننقل هنا بعض ما يرتبط بهذا المطلب.
ففي المختار من مسند فاطمة (١٦٠) نقل عن البخاريّ في تاريخه ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ، عن شريح ، قال : أخبرني أبو أمامة والحارث بن الحارث ، وعمرو بن الأسود في نفر من الفقهاء : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله نادى في قريش فجمعهم ، ثمّ قام فيهم ... ثمّ قال : يا معشر قريش ، لا ألفين أناسا يأتوني يجرّون الجنّة ، وتأتوني تجرون الدنيا ، اللهمّ لا أجعل لقريش أن يفسدوا ما أصلحت أمّتي ...