ومن ذلك حديث المصحف والمسجد والعترة ؛ ففي الخصال ( ١٧٤ ـ ١٧٥ ) بسنده عن جابر ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عزّ وجلّ : المصحف والمسجد والعترة ، يقول المصحف : يا ربّ حرقوني ومزّقوني ، ويقول المسجد : يا ربّ عطّلوني وضيّعوني ، وتقول العترة : يا ربّ قتلونا وطردونا وشرّدونا ، فأجثو للركبتين للخصومة ، فيقول الله جلّ جلاله لي : أنا أولى بذلك. وانظر هذا الحديث في بحار الأنوار ( ج ٢ ؛ ٨٦ ) عن كتاب المستدرك المخطوط لابن البطريق ، وبصائر الدرجات ( ٤٣٣ ـ ٤٣٤ ) ومقتل الحسين للخوارزمي ( ج ٢ ؛ ٨٥ ) عن جابر ، ونقله الإمام المظفر في دلائل الصدق ( ج ٣ ؛ ٤٠٥ ) عن كنز العمال ( ج ٦ ؛ ٤٦ ) عن الديلمي ، عن جابر ، ونقله عن أحمد والطبراني وسعيد بن منصور ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن النبي صلىاللهعليهوآله.
ومن ذلك حديث مظلوميّة أهل البيت الّذي قاله النبي لأصحابه ؛ ففي أمالي الصدوق ( ٩٩ ـ ١٠١ ) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان جالسا ذات يوم ، إذ أقبل الحسن عليهالسلام ، فلمّا رآه بكى ، ثمّ قال : إلى أين يا بني؟ فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليمنى ، ثمّ أقبل الحسين عليهالسلام ، فلمّا رآه بكى ، ثمّ قال : إلى أين يا بني؟ فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليسرى ، ثمّ أقبلت فاطمة عليهاالسلام ، فلمّا رآها بكى ، ثمّ قال : إليّ إليّ يا بنيّة ، فأجلسها بين يديه ، ثمّ أقبل أمير المؤمنين عليهالسلام ، فلمّا رآه بكى ، ثمّ قال : إليّ يا أخي ، فما زال يدنيه حتّى أجلسه إلى جنبه الأيمن.
فقال له أصحابه : يا رسول الله ، ما ترى واحدا من هؤلاء إلاّ بكيت؟ أو ما فيهم من تسرّ برؤيته؟!
فقال صلىاللهعليهوآله : والّذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة ، إنّي وإيّاهم لأكرم الخلق على الله عزّ وجلّ ، وما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليّ منهم :
أمّا عليّ بن أبي طالب ، فإنّه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي ... وإنّي بكيت حين أقبل لأنّي ذكرت غدر الأمّة به بعدي ، حتّى أنّه ليزال عن مقعدي وقد جعله الله له بعدي ، ثمّ لا يزال الأمر به حتّى يضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور ( شَهْرُ