قتل الصناديد من أخواله في سبيل الله ، وقيل : أنّه طلحة بن عبيد الله ؛ لأنّه كان منحرفا عن عليّ عليهالسلام ، وكان ابن عمّ أبي بكر ، فأراد صرف الخلافة عن عليّ ، وأمّا الّذي مال إلى صهره فهو عبد الرحمن بن عوف ؛ لأنّه كان زوج أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ؛ وهي أخت عثمان لأمّه أروى بنت كريز ، وأمّا الهن والهن فهي الأشياء الّتي كره عليهالسلام ذكرها ، من حسدهم إيّاه ، واتّفاق عبد الرحمن مع عثمان أن يسلّمه الخلافة ليردّها عليه من بعده ، ولذلك قال عليّ عليهالسلام لابن عوف بعد مبايعة عثمان : « والله ما فعلتها إلاّ لأنّك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه ، دقّ الله بينكما عطر منشم » ، فمات عبد الرحمن وعثمان متباغضين.
وكان شكل المؤامرة أنّ عمر جعلها في ستّة ، وجعل الخيار الأخير بيد عبد الرحمن بن عوف ؛ لمعرفته بميوله إلى عثمان ، والمؤامرة المحاكة ضدّ عليّ عليهالسلام ، ليتسلّمها ابن عوف من بعد ، فوهب طلحة حقّه لعثمان ، ووهب الزبير حقّه لعليّ ، فتعادل الأمر ، ثمّ وهب سعد بن أبي وقاص حقّه لعبد الرحمن بن عوف ، ثمّ أخرج عبد الرحمن نفسه على أن يختار عليّا أو عثمان ، فاختار عثمان ، فيكون عمر المخطّط لإبعاد الخلافة عن عليّ عليهالسلام ، والباقون ـ سوى الزبير ـ منفّذين لغصب الخلافة من عليّ عليهالسلام. انظر في ذلك شرح النهج لابن أبي الحديد ( ج ١ ؛ ١٨٧ ـ ١٩٦ ) وشرح النهج لابن ميثم البحراني ( ج ١ ؛ ٢٦١ ـ ٢٦٢ ) وشرح محمّد عبده ( ج ١ ؛ ٣٥ ) ومنهاج البراعة للقطب الراونديّ ( ج ١ ؛ ١٢٧ ـ ١٢٨ ).
وفي كتاب سليم بن قيس ( ١٠٨ ـ ١٠٩ ) قال أبان بن عيّاش : قال لي أبو جعفر عليهالسلام : ما لقينا أهل البيت من ظلم قريش ، وتظاهرهم علينا ، وقتلهم إيّانا ، وما لقيت شيعتنا ومحبّونا من الناس ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قبض وقد قام بحقّنا وأمر بطاعتنا ، وفرض ولايتنا ومودّتنا ، وأخبرهم بأنّا أولى بهم من أنفسهم ، وأمر أن يبلّغ الشاهد الغائب ، فتظاهروا على عليّ عليهالسلام ، فاحتجّ عليهم بما قال رسول الله عليهالسلام فيه ، وما سمعت العامّة ... واحتجّوا على الأنصار بحقّنا ، فعقدوها لأبي بكر ، ثمّ ردّها أبو بكر إلى عمر يكافئه بها ، ثمّ جعلها عمر شورى بين ستّة ، ثمّ جعلها ابن عوف لعثمان على أن يردّها عليه ، فغدر به عثمان ، وأظهر ابن عوف كفره وجهله ... ونقل هذا الحديث مبتورا ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١١ ؛ ٤٣ ).