أنّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، وهو عليّ بن أبي طالب ، أخي ووصيّي ، وموالاته من الله تعالى أنزلها عليّ.
وقريب منه في التهاب نيران الأحزان (١٦) حيث فيه قوله صلىاللهعليهوآله : معاشر الناس ، تدبّروا القرآن ، وافهموا آياته ، وانظروا لمحكمه ، ولا تتّبعوا متشابهه ، فو الله لا يبيّن لكم زواجره ، ولا يوضّح لكم تفسيره إلاّ الّذي أنا آخذ بيده ، وشائل بعضده ... الخ.
فهو ممّا لا يرتاب فيه عند الإماميّة ، حتّى أنّه يذكر على نحو الاستحباب في الأذان ، وربّما مال بعض الأعلام إلى جزئيّته ، لكنّ ما نذكره هنا هو ما ورد في صحاح ومسانيد وكتب العامّة.
ففي سنن الترمذيّ ( ج ٢ ؛ ٢٩٧ ) روى بسنده عن عمران بن حصين ، قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله جيشا ، واستعمل عليهم عليّ بن أبي طالب ، فمضى في السريّة فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقالوا : إذا لقينا رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبرناه بما صنع عليّ ، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدءوا برسول الله صلىاللهعليهوآله فسلّموا عليه ثمّ انصرفوا إلى رحالهم ، فلمّا قدمت السريّة سلّموا على النبي صلىاللهعليهوآله ، فقام أحد الأربعة ، فقال : يا رسول الله ، ألم تر إلى عليّ بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله ، ثمّ قام الثاني ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثالث ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الرابع ، فقال مثل ما قالوا ، فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله والغضب يعرف في وجهه ، فقال : ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي. وروى هذا الحديث بأدنى اختلاف أحمد في مسنده ( ج ٤ ؛ ٤٣٧ ) وأبو داود الطيالسي في مسنده ( ج ٣ ؛ ١١١ ) وأبو نعيم في حليته ( ج ٦ ؛ ٢٩٤ ) والنسائي في خصائصه ( ٩٧ ـ ٩٨ ) عن عمران بن حصين ، والمحبّ الطبريّ في الرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٧١ ) وقال : « خرّجه الترمذيّ وأبو حاتم وخرّجه أحمد » ، وهو