وفي الرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ٢٠٣ ) عن عمرو بن ميمون ، قال : إنّي لجالس عند ابن عبّاس إذ أتاه سبعة رهط ، فقالوا : يا بن عبّاس ، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن تخلو من هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم ـ وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ قال : فانتدبوا يتحدّثون ، فلا أدري ما قالوا ، قال : فجاء [ ابن عبّاس ] ينفض ثوبه ويقول : أفّ وتفّ ، وقعوا في رجل له عشر ... وقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي. قال المحبّ الطبري : « أخرجه بتمامه أحمد ، والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال : وأخرج النسائي بعضه ». وذكر هذا الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٩٩ ) وقال : « رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ».
وفي أسد الغابة ( ج ٥ ؛ ٩٤ ) في ترجمة وهب بن حمزة ، أنّه قال : صحبت عليّا عليهالسلام من المدينة إلى مكّة ، فرأيت منه بعض ما أكره ، فقلت : لئن رجعت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله لأشكونّك إليه ، فلمّا قدمت لقيت رسول الله ، فقلت : رأيت من عليّ كذا وكذا ، فقال : لا تقل هذا ، فهو أولى الناس بكم بعدي. ذكر هذا الحديث المنّاوي في فيض القدير (٣٥٧) والهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٠٩ ) وقال : « رواه الطبراني » ، وهو في الإصابة ( ج ٣ ؛ ٦٤١ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ١٥٥ ).
ويدلّ على ذلك أيضا ما مرّ من حديث يوم العشيرة ، عند نزول قوله تعالى ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) ، فإنّ فيه قول النبي صلىاللهعليهوآله : من يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووليّكم بعدي؟ قال عليّ عليهالسلام : فمددت يدي ، وقلت : أنا أبايعك ـ وأنا يومئذ أصغر القوم ـ فبايعني على ذلك. وانظر النصّ الّذي نقلناه هنا في كنز العمال ( ج ٦ ؛ ٤٠١ ) عن عليّ ، ثمّ قال المتّقي الهنديّ : « أخرجه ابن مردويه ».
كما يدلّ على هذا المطلب قوله تعالى : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٢) ، فإنّ عليّا عليهالسلام هو المتصدّق بخاتمه راكعا.
__________________
(١) الشعراء ؛ ٢١٤.
(٢) المائدة ؛ ٥٥.