مرض النبي صلىاللهعليهوآله مرضه الّذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه ، فقالوا : يا رسول الله ، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جوابا وسكت عنهم ، فلمّا كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول ، فلم يجبهم عن شيء ممّا سألوه ، فلمّا كان اليوم الثالث قالوا له : يا رسول الله ، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم صلىاللهعليهوآله : إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي ، فانظروا من هو ، فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمري ، ولم يكن فيهم أحد إلاّ وهو يطمع أن يقول له : أنت القائم من بعدي ، فلمّا كان اليوم الرابع جلس كلّ رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم ، إذا انقض نجم من السماء ـ قد غلب ضوءه على ضوء الدنيا ـ حتّى وقع في حجرة عليّ ، فهاج القوم ، وقالوا : والله لقد ضلّ هذا الرجل وغوى ، وما ينطق في ابن عمّه إلاّ بالهوى ، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى ) (١) ... إلى آخر السورة. وانظر رواية شأن النزول هذا بلفظ « القائم فيكم بأمري » في شواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٢٧٩ ـ ٢٨٠ ). وقال ابن شهرآشوب في مناقبه ( ج ٣ ؛ ١٠ ) أبو جعفر بن بابويه في الأمالي ، بطرق كثيرة ، عن جويبر ، عن الضحّاك ، عن أبي هارون العبدي ، عن ربيعة السعديّ ، وعن أبي إسحاق الفزاريّ ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام ، كلّهم عن ابن عبّاس ، وروى عن منصور بن الأسود ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام ، واللّفظ له ، ثمّ ساق الخبر عن الصدوق.
وفي إرشاد القلوب (٣٣٧) في خبر حذيفة ، قال : ثمّ أمر [ النبي صلىاللهعليهوآله ] خادمة لأم سلمة ، فقال : اجمعي لي هؤلاء ـ يعني نساءه ـ فجمعتهن له في منزل أمّ سلمة ، فقال لهنّ : اسمعن ما أقول لكنّ ـ وأشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب ، فقال لهنّ ـ : هذا أخي ، ووصيّي ، ووارثي ، والقائم فيكن وفي الأمّة من بعدي ....
__________________
(١) النجم ؛ ١ ـ ٤.