كفّوا عن ذكر عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فلقد رأيت من رسول الله صلىاللهعليهوآله فيه خصالا ، لئن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطّاب أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعليّ عليهالسلام قائم على الباب ، فقلنا : أردنا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال عليهالسلام : يخرج إليكم ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فثرنا إليه ، فاتّكأ على عليّ بن أبي طالب ، ثمّ ضرب بيده على منكبه ، ثمّ قال : إنّك مخاصم تخاصم ، أنت أوّل المؤمنين إيمانا ، وأعلمهم بأيّام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسويّة ، وأرأفهم بالرعيّة ، وأعظمهم رزيّة ، وأنت عاضدي ، وغاسلي ، ودافني ، والمتقدّم إلى كلّ شديدة وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافرا ، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد ، وتذود عن حوضي.
وفي كنز جامع الفوائد (٥٠) كما نقله عنه في بحار الأنوار ( ج ٢٣ ؛ ٢٢١ ـ ٢٢٢ ) عن شيخ الطائفة ، بإسناده عن إبراهيم النخعي ، عن ابن عبّاس ، قال : دخلت على أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقلت : يا أبا الحسن ، أخبرني بما أوصى إليك رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : سأخبركم ، إنّ الله اصطفى لكم الدين وارتضاه ، وأتمّ نعمته عليكم ، وكنتم أحقّ بها وأهلها ، وإنّ الله أوحى إلى نبيّة أن يوصي إليّ ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا عليّ احفظ وصيّتي ، وارع ذمامي ، وأوف بعهدي ، وأنجز عداتي ، واقض ديني ، وأحي سنّتي ، وادع إلى ملّتي ، لأنّ الله اصطفاني واختارني ، فذكرت دعوة أخي موسى ، فقلت : اللهمّ اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت هارون من موسى ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليّ : أنّ عليّا وزيرك وناصرك والخليفة من بعدك ، يا عليّ ، أنت من أئمّة الهدى وأولادك منك ....
وفي اليقين ( ٢٩٨ ـ ٣٠١ ) عن محمّد بن العبّاس بن مروان ، بسنده عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام في قوله عزّ وجلّ ( ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى ) (١) إلى قوله : ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ) (٢) : فإنّ النبي صلىاللهعليهوآله لمّا أسري به إلى ربّه عزّ وجلّ ، قال : وقف بي جبرئيل ... فناداني
__________________
(١) النجم ؛ ٦.
(٢) النجم ؛ ١٦.