يوم تبكي ، وتقول : يا رسول الله عيّرتني نساء قريش بفقر عليّ عليهالسلام ، فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله : أما ترضين يا فاطمة أنّي زوّجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما ... يا فاطمة ، إنّ لعليّ ثمانية أضراس قواطع ، لم يجعل لأحد من الأوّلين والآخرين مثلها : هو أخي في الدنيا والآخرة ، وليس ذلك لأحد من الناس ... وهو أوّل من آمن بي ، وآخر الناس عهدا بي ، وهو وصيّي ووارث الوصيّين. وروى الطبرسي مثله في إعلام الورى (١٦٣).
وفي كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٨٠ ) قال : ونقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد ، عن ليلى الغفاريّة ، قالت : كنت امرأة أخرج مع رسول الله صلىاللهعليهوآله أداوي الجرحى ، فلمّا كان يوم الجمل أقبلت مع عليّ عليهالسلام ، فلمّا فرغ دخلت على زينب عشيّة ، فقلت : حدّثيني ، هل سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله في هذا الرجل شيئا؟ قالت : نعم ، دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله ... فقال رسول الله : إنّ هذا أوّل الناس إيمانا ، وأوّل الناس لقاء لي يوم القيامة ، وآخر الناس بي عهدا عند الموت.
وفي أمالي الطوسيّ ( ٤٦٣ ـ ٤٧٢ ) بأسانيده عن أبي رافع وعمّار وهند بن أبي هالة ، في حديث طويل قال النبي صلىاللهعليهوآله في آخره : يا عليّ ، أنت أوّل هذه الأمّة إيمانا بالله ورسوله ، وأوّلهم هجرة إلى الله ورسوله ، وآخرهم عهدا برسوله ، لا يحبّك ـ والّذي نفسي بيده ـ إلاّ مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان ، ولا يبغضك إلاّ منافق أو كافر.
وفي الاحتجاج (١٨٤) من كتاب لمحمّد بن أبي بكر يحتجّ فيه على معاوية ، قال فيه : فكيف ـ لك الويل ـ تعدل عن عليّ عليهالسلام؟! وهو وارث علم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ووصيّه ، وأوّل الناس له اتّباعا ، وآخرهم به عهدا ...
والروايات في ذلك من طرق الإماميّة كثيرة ، أغنانا عن سردها والإطالة فيها ما سيأتي من تغسيل عليّ وتكفينه ودفنه للنبي صلىاللهعليهوآله ، فهو آخر الناس به عهدا ، وروى ابن سعد في طبقاته ( ج ٢ ؛ ٣٠٣ ) أنّ المغيرة بن شعبة ألقى في قبر النبي صلىاللهعليهوآله ـ بعد أن خرجوا ـ خاتمه لينزل فيه ، فقال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : إنّما ألقيت خاتمك لكي تنزل فيه ، فيقال : نزل في قبر النبي صلىاللهعليهوآله ، والّذي نفسي بيده لا تنزل فيه أبدا ، ومنعه.