وقال عليّ عليهالسلام في ندبته الشجيّة الرائعة الّتي وجّهها إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد دفنه للزهراء عليهاالسلام ، قائلا : السلام عليك يا رسول الله عنّي ، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك ، والبائتة في الثرى ببقعتك ، والمختار لها سرعة اللّحاق بك ، قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري ، وعفا عن سيّدة نساء العالمين تجلّدي ، إلاّ أنّ لي في التأسّي بسنّتك في فرقتك موضع تعزّ ، فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت نفسك بين نحري وصدري ...
انظر هذه الندبة في الكافي ( ج ١ ؛ ٤٥٨ ـ ٤٥٩ ) وأمالي المفيد ( ٢٨١ ـ ٢٨٣ ) وأمالي الطوسي ( ١٠٩ ـ ١١٠ ) ودلائل الإمامة ( ٤٧ ـ ٤٨ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٣٦٤ ) وبشارة المصطفى (٢٥٩) وتذكرة الخواص (٣١٩).
وقالت أمّ سلمة ـ رضياللهعنها ـ كما في مناقب ابن شهرآشوب ( ج ١ ؛ ٢٣٦ ) عن مسند أبي يعلى ، وفضائل أحمد ، عن أمّ سلمة في خبر : والّذي تحلف به أمّ سلمة ، إنّه كان آخر الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآله عليّ عليهالسلام ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله بعثه في حاجة غداة قبض ، فكان يقول : جاء عليّ؟ ثلاث مرّات ، قالت : فجاء قبل طلوع الشمس ، فخرجنا من البيت لما عرفنا أنّ له إليه حاجة ، فأكبّ عليه عليّ عليهالسلام ، فكان آخر الناس به عهدا ، وجعل يسارّه ويناجيه. وقد مرّ هذا الخبر في صدر الطّرفة التاسعة عشر فراجعه. وفي بعض المصادر روي الحديث بلفظ « أقرب الناس عهدا ». فهو الأقرب بالنسبة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والآخر بالنسبة لسائر المسلمين ؛ باعتبار بقاء عليّ عليهالسلام آخرهم مع النبي صلىاللهعليهوآله في تغسيله وتكفينه ودفنه.
وقد نقلت المصادر التاريخيّة والمناقبيّة والمجاميع الحديثيّة شعر العبّاس بن عبد المطلب بعد بيعة السقيفة ، وفيه يقول :
ما كنت أحسب أنّ الأمر منصرف |
|
عن هاشم ثمّ منها عن أبي حسن |
أليس أوّل من صلّى لقبلتكم |
|
وأعلم الناس بالقرآن والسنن |
وأقرب الناس عهدا بالنبي ومن |
|
جبريل عون له في الغسل والكفن |
وروي الشعر أيضا بلفظ « وآخر الناس عهدا ». انظر الشعر في كتاب سليم بن قيس (٧٨) ومناقب الخوارزمي (٨) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٦٧ ). وهو في الإرشاد (٢٢) منسوب