قوله صلىاللهعليهوآله : « ألا لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا ، فإن فعلتم ذلك ـ ولتفعلنّ ـ لتجدوني في كتيبة بين جبرئيل وميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف ، ثمّ التفت صلىاللهعليهوآله عن يمينه فسكت ساعة ، ثمّ قال : إن شاء الله ، أو عليّ بن أبي طالب ». فنهاهم النبي صلىاللهعليهوآله وأخبر بأنّهم سيتركون أمره ويرجعون كفّارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف.
وفي كشف اليقين ( ١٦١ ـ ١٦٢ ) عن علقمة والأسود ، عن أبي أيّوب الأنصاريّ في خبر ، قال فيه : ودخل عمّار فسلّم على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فرحّب به ، وقال : إنّه سيكون من بعدي في أمّتي هنات ، حتّى يختلف السيف فيما بينهم ، وحتّى يقتل بعضهم بعضا ، وحتّى يبرأ بعضهم من بعض ، فإذا رأيت ذلك ، فعليك بهذا الأصلع عن يميني عليّ بن أبي طالب ، فإن سلك الناس كلّهم واديا وسلك عليّ واديا ، فاسلك وادي عليّ وخلّ عن الناس ، إنّ عليّا لا يردّك عن هدى ، ولا يدلّك على ردى ، يا عمّار طاعة عليّ طاعتي ، وطاعتي طاعة الله. وهو في الطرائف ( ج ١ ؛ ١٠١ ـ ١٠٢ ) ومناقب الخوارزمي ( ١٢٤ ـ ١٢٥ ).
وفي الإرشاد (٩٦) قال : ثمّ كان ممّا أكّد صلىاللهعليهوآله له عليهالسلام من الفضل ، وتخصصه منه بجليل رتبته ، ما تلا حجّة الوداع من الأمور المتجدّدة لرسول الله صلىاللهعليهوآله ... وكان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواة على الاتفاق والاجتماع ، من قوله صلىاللهعليهوآله : أيّها الناس إنّي فرطكم على الحوض ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ... أيّها الناس ، لا ألفينكم بعدي ترجعون كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرار ، ألا وإنّ عليّ بن أبي طالب أخي ، ووصيّي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.
وفي شواهد التنزيل ( ج ١ ؛ ٥٢٦ ـ ٥٢٧ ) بسنده عن عبد الله بن عبّاس ، وجابر بن عبد الله الأنصاري أنّهما سمعا رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول في حجّة الوداع ـ وهو بمنى ـ : لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفنّي في كتيبة يضاربونكم ، فغمز جبرئيل من خلفه منكبه الأيسر ، فالتفت فقال : أو عليّ ، أو عليّ ، فنزلت هذه الآية ( قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَإِنَّا عَلى