وعصوني فيك ، فعليك بالصبر حتّى ينزل الأمر ، وإنّهم سيغدرون بك لا محالة ، فلا تجعل لهم سبيلا إلى إذلالك وسفك دمك ، فإنّ الأمّة ستغدر بك بعدي ، كذلك أخبرني جبرئيل.
وروى السيّد ابن طاوس في كتاب اليقين (٣٣٧) عن أحمد بن محمّد الطبريّ الخليلي ، بسنده إلى زيد بن وهب ، ورواه الطبريّ في كتاب مناقب أهل البيت ، مثله.
وفي كتاب سليم بن قيس ( ٨٤ ـ ٨٦ ) قال : ثمّ انطلق بعلي يعتل عتلا ، حتّى انتهي به إلى أبي بكر ، وعمر قائم بالسيف على رأسه ، وخالد بن الوليد ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة ، ومعاذ بن جبل ، والمغيرة بن شعبة ، وأسيد بن حضير ، وبشير بن سعد ، وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح ... ولمّا انتهي بعليّ عليهالسلام إلى أبي بكر انتهره عمر ، وقال له : بايع ودع عنك هذه الأباطيل ، فقال له عليّ عليهالسلام : فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟ قالوا : نقتلك ذلاّ وصغارا ، فقال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله ، قال أبو بكر : أمّا عبد الله فنعم ، وأمّا أخو رسول الله فما نقرّ بهذا ...
وفي الشافي ( ج ٣ ؛ ٢٤٤ ) قال : وروى إبراهيم ، عن يحيى بن الحسن ، عن عاصم بن عامر ، عن نوح بن درّاج ، عن داود بن يزيد الأودي ، عن أبيه ، عن عدي بن حاتم ، قال : ما رحمت أحدا رحمتي عليّا حين أتي به ملبّبا ، فقيل له : بايع ، قال : فإن لم أفعل؟ قالوا : إذا نقتلك ، قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله ، ثمّ بايع كذا ، وضمّ يده اليمنى.
وروى إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة ، عن خالد بن مخلّد البجلّي ، عن داود بن يزيد الأودي ، عن أبيه ، عن عدي بن حاتم ، قال : إنّي لجالس عند أبي بكر إذ جيء بعلي عليهالسلام ، فقال له أبو بكر : بايع ، فقال له عليّ عليهالسلام : فإن لم أفعل؟ فقال : أضرب الذي فيه عيناك ، فرفع رأسه إلى السماء ثمّ قال : اللهمّ اشهد ، ثمّ مدّ يده.
قال الشريف المرتضى في الشافي ( ج ٣ ؛ ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ) : وقد روي هذا المعنى من طرق مختلفة ، وبألفاظ متقاربة المعنى وإن اختلفت ألفاظها ، وأنّه عليهالسلام كان يقول في ذلك اليوم ـ لمّا أكره على البيعة وحذّر من التقاعد عنها ـ : يا ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا