بني إسرائيل ، وكذلك فعل عليّ عليهالسلام ؛ التزاما بما قاله له رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فهي المؤامرة الدنيئة الّتي خطط لها أبو بكر وعمر ، على أن ينفّذها خالد بن الوليد عند صلاة الفجر في غلس اللّيل ـ لأنّهم كانوا يغلّسون بالصلاة لأجل أن لا تعرف النساء ـ وأرادوا أن يضيع دمه عليهالسلام ، وكان لأسماء بنت عميس الدور المشرّف في الدفاع عن وصي رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ففي كتاب سليم بن قيس (٢٥٦) قال ابن عبّاس : ثمّ إنّهم تآمروا وتذاكروا فقالوا : لا يستقيم لنا أمر ما دام هذا الرجل حيّا ، فقال أبو بكر : من لنا بقتله؟ فقال عمر : خالد ابن الوليد ، فأرسلا إليه ، فقالا : يا خالد ما رأيك في أمر نحملك عليه؟ قال : احملاني على ما شئتما ، فو الله إن حملتماني على قتل ابن أبي طالب لفعلت ، فقالا : والله ما نريد غيره ، قال : فإنّي لها ، فقال أبو بكر : إذا قمنا في الصلاة ـ صلاة الفجر ـ فقم إلى جانبه ومعك السيف ، فإذا سلّمت فاضرب عنقه ، قال : نعم ، فافترقوا على ذلك ، ثمّ إنّ أبا بكر تفكّر فيما أمر به من قتل عليّ عليهالسلام ، وعرف أنّه إن فعل ذلك وقعت حرب شديدة وبلاء طويل ، فندم على أمره ، فلم ينم ليلته تلك ، حتّى أتى المسجد وقد أقيمت الصلاة ، فتقدّم فصلى بالناس مفكّرا لا يدري ما يقول ، وأقبل خالد بن الوليد متقلّدا بالسيف ، حتّى قام إلى جانب عليّ عليهالسلام ، وقد فطن عليّ ببعض ذلك ، فلمّا فرغ أبو بكر من تشهّده صاح قبل أن يسلّم : « يا خالد لا تفعل ما أمرتك ، فإن فعلت قتلتك » ، ثمّ سلّم عن يمينه وشماله ، فوثب عليّ عليهالسلام فأخذ بتلابيب خالد وانتزع السيف من يده ، ثمّ صرعه وجلس على صدره ، وأخذ سيفه ليقتله ، واجتمع عليه أهل المسجد ليخلّصوا خالدا فما قدروا عليه ، فقال العبّاس : حلّفوه بحقّ القبر لما كففت ، فحلّفوه بالقبر ، فتركه ، وقام فانطلق إلى منزله.
وفي إثبات الوصيّة (١٢٤) قال المسعوديّ : وهمّوا بقتل أمير المؤمنين ، وتواصوا وتواعدوا بذلك ، وأن يتولى قتله خالد بن الوليد ، فبعثت أسماء بنت عميس إلى