بني هاشم : إن أطيع فيكم قومكم لم تؤمّروا أبدا ، وتلقّاه العبّاس ، فقال : عدلت عنا ، فقال : وما علمك؟ قال : قرن بي عثمان وقال : كونوا مع الأكثر ، فإن رضي رجلان رجلا ورجلان رجلا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، فسعد لا يخالف ابن عمّه عبد الرحمن ، وعبد الرحمن صهر عثمان ، لا يختلفون ، فيولّيها عبد الرحمن عثمان ، أو يولّيها عثمان عبد الرحمن ، فلو كان الآخران معي لم ينفعاني ....
وقد مرّ بيان الشورى قبل قليل عند قوله صلىاللهعليهوآله « إيّاكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة » ، لكنّ المهم هو تهديدهم ، بالقتل لمن يخالف الأربعة من أصحاب الشورى ، أو الثلاثة الذين ليس فيهم عبد الرحمن بن عوف ، فإنّ عمر بن الخطّاب كان يعرف ـ طبق ما أسلفنا بيانه ـ أنّ عليّا عليهالسلام والزبير أو عليّا لوحده هو المخالف قطعا ، وكان غرضه أن يعارض عليّ عليهالسلام فيقتل لذلك.
وانظر ـ أمره بقتل من يخالف الأربعة ، أو الثلاثة الذين ليس فيهم ابن عوف ـ شرح النهج ( ج ١٢ ؛ ٢٥٦ ) وطبقات ابن سعد ( ج ٣ ؛ ٦١ ـ ٦٢ ) وتاريخ اليعقوبي ( ج ٢ ؛ ١٦٠ ) والفتوح ( ج ١ ؛ ٣٢٧ ، ٣٢٨ ) والفخريّ (٩٧).
وإضافة إلى هذه المعادلة الظالمة الّتي جعلها عمر في الشورى ، والّتي تؤدي إلى قتل عليّ عليهالسلام إن عارضهم ، نرى تصريحات عليّ عليهالسلام بأنّه كان هو المراد من هذه المؤامرة ، وأنّها كانت محاولة لقتله.
ففي أمالي المفيد ( ١٥٣ ـ ١٥٤ ) بسنده عن زيد بن عليّ بن الحسين ، يقول : حدّثني أبي ، عن أبيه عليهماالسلام ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يخطب الناس ، فقال في خطبته : والله لقد بايع الناس أبا بكر وأنا أولى الناس بهم منّي بقميصي هذا ، فكظمت غيظي ، وانتظرت أمر ربّي ، وألصقت كلكلي بالأرض ، ثمّ إن أبا بكر هلك واستخلف عمر ، وقد علم والله أنّي أولى الناس بهم منّي بقميصي هذا ، فكظمت غيظي ، وانتظرت أمر ربّي ، ثمّ إنّ عمر هلك وقد جعلها شورى ، فجعلني سادس ستّة كسهم الجدّة ، وقال : اقتلوا الأقلّ ، وما أراد غيري .... وروى هذا الخبر أبو الصلاح في تقريب المعارف : ٢٤١ قائلا