الطّرفة الثالثة والعشرون
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرف ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٤٨٨ ) والعلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٣ ؛ ١٦٩ ) باختصار.
في إرشاد القلوب (٣٣٧) في خبر حذيفة بن اليمان ، قال : ثمّ أمر صلىاللهعليهوآله خادمة لأم سلمة ، فقال لها : اجمعي لي هؤلاء ـ يعني نساءه ـ فجمعتهنّ له في منزل أم سلمة ، فقال لهنّ : اسمعن ما أقول لكنّ ـ وأشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب ـ فقال لهن : هذا أخي ، ووصيّي ، ووارثي ، والقائم فيكنّ وفي الأمّة من بعدي ، فأطعنه فيما يأمركنّ به ، ولا تعصينه فتهلكن لمعصيته.
ثمّ قال : يا عليّ أوصيك بهنّ ، فأمسكهنّ ما أطعن الله وأطعنك ، وأنفق عليهنّ من مالك ، وأمرهنّ بأمرك ، وانههنّ عمّا يريبك ، وخلّ سبيلهن إن عصينك.
فقال عليّ عليهالسلام : يا رسول الله ، إنّهنّ نساء ، وفيهنّ الوهن وضعف الرأي ، فقال : أرفق بهنّ ما كان الرفق أمثل ، فمن عصاك منهنّ فطلّقها طلاقا يبرأ الله ورسوله منها.
قال : كلّ نساء النبي صلىاللهعليهوآله قد صمتن فما يقلن شيئا ، فتكلّمت عائشة ، فقالت : يا رسول الله ما كنّا لتأمرنا بشيء فنخالفه إلى ما سواه.
فقال صلىاللهعليهوآله لها : بلى ، قد خالفت أمري أشدّ الخلاف [ في إفشائها ما أسرّه النبي إليها ] ، وأيم الله لتخالفين قولي هذا ، ولتعصينه بعدي ، ولتخرجين من البيت الّذي أخلّفك فيه ،