متبرّجة ، قد حفّ بك فئات من الناس ، فتخالفينه ظالمة له ، عاصية لربّك ، ولتنبحنّك في طريقك كلاب الحوأب ، ألا إنّ ذلك كائن ، ثمّ قال : قمن فانصرفن إلى منازلكنّ ، فقمن فانصرفن.
وفي كمال الدين ( ج ١ ؛ ٢٧ ) بسنده عن عبد الله بن مسعود ، قال : قلت للنبي صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله من يغسّلك إذا متّ؟ قال : يغسّل كلّ نبي وصيّه ، قلت : فمن وصيّك يا رسول الله؟ قال : عليّ بن أبي طالب ، قلت : كم يعيش بعدك يا رسول الله؟ قال : ثلاثين سنة ؛ فإنّ يوشع بن نون ـ وصي موسى ـ عاش بعد موسى ثلاثين سنة ، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب ؛ زوجة موسى ، فقالت : أنا أحقّ منك بالأمر ، فقاتلها فقتل مقاتلتها ، وأسرها فأحسن أسرها ، وإنّ ابنة أبي بكر ستخرج على عليّ في كذا وكذا ألفا من أمّتي ، فيقاتلها فيقتل مقاتليها ، ويأسرها فيحسن أسرها ، وفيها أنزل الله عزّ وجلّ ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ) (١) يعني صفراء بنت شعيب. وروى هذا الخبر الطبريّ الإمامي في بشارة المصطفى ( ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ) بسنده عن عبد الله بن مسعود أيضا.
وقال العلاّمة البياضي في خبر رواه في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٤٥ ) : فلمّا ماتا [ هارون وموسى ] كان وصي موسى يوشع بن نون ، فخرجت عليه صافورا ، وهي غير صفراء بنت شعيب امرأة موسى ....
وفي كتاب اليقين ( ١٩٩ ـ ٢٠٠ ) نقلا من كتاب المعرفة لإبراهيم الثقفيّ ، بإسناده عن نافع مولى عائشة ، قال : كنت خادما لعائشة وأنا غلام ... ثمّ جاء جاء فدقّ الباب ، فخرجت إليه ، فإذا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فرجعت إلى النبي وأخبرته ، فقال : أدخله ، فدخل عليّ عليهالسلام ، فقال صلىاللهعليهوآله : مرحبا وأهلا ، لقد تمنّيتك حتّى لو أبطأت عليّ لسألت الله أن يجيء بك ، اجلس فكل ، فجلس فأكل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قاتل الله من يقاتلك ومن يعاديك ، قالت عائشة : ومن يعاديه؟ ، قال صلىاللهعليهوآله : أنت ومن معك ، أنت ومن معك. وروى نحوه في ( ٢٤٦ ـ ٢٤٧ )
__________________
(١) الأحزاب ؛ ٣٣