وانظر بعث عليّ عليهالسلام الغلام بكتاب الله ليدعوهم إليه ، وقتلهم الفتى ، في تاريخ الطبريّ ( ج ٥ ؛ ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ) وتاريخ ابن الأثير ( ج ٣ ؛ ٢٦١ ـ ٢٦٢ ) والفتوح ( ج ١ ؛ ٤٧٧ ) ومروج الذهب ( ج ٢ ؛ ٣٧٠ ) وشرح النهج ( ج ٩ ؛ ١١٢ ) ومناقب الخوارزمي ( ١١٢ ـ ١١٣ ) وفيه « أنّ المقتولين الذين بعثهم عليّ بالقرآن ثلاثة ، كلّ يوم واحد » ، و (١١٩) والجمل ( ٣٣٦ ـ ٣٤٠ ) وفيه « أنّ عليّا عليهالسلام بعث ابن عبّاس بكتاب الله ليحاججهم ، ثمّ بعث الفتى فقتلوه بأمر عائشة ؛ حيث قالت : اشجروه بالرماح قبّحه الله » ، وتذكرة الخواص ( ٧١ ـ ٧٢ ). وانظر تاريخ اليعقوبي ( ج ٢ ؛ ١٨٢ ).
الثابت تاريخيّا أن عليّا عليهالسلام احتجّ على عائشة وطلحة والزبير بأبلغ الاحتجاج ، فلم يرعووا ولم يرتدعوا ؛ إذ احتجّ عليهم بالكتاب كما تقدّم ، وبالسنّة كما سنذكره هنا ؛ حيث احتجّ على عائشة ـ وهو مرادنا هنا ـ كما احتجّ على طلحة والزبير ، ولم يحتجّ على حفصة مباشرة ، وإنّما لزمتها الحجّة الّتي أقامها عليّ عليهالسلام على أصحاب الجمل وأتباعهم ، وقد تقدّم أنّ أم كلثوم بنت عليّ وأم سلمة أقامتا الحجّة على حفصة ، فتكون الحجّة لازمة لها وإن أقامها عليّ عليهالسلام على عائشة مباشرة.
ففي بصائر الدرجات (٢٦٤) بسنده عن محمّد بن سنان ، يرفعه ، قال : إنّ عائشة قالت : التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل حتّى أبعثه إليه ، قال : فأتيت به ... قال عليهالسلام : أرجع إليها كتابي هذا ، وقل لها : ما أطعت الله ولا رسوله حيث أمرك الله بلزوم بيتك ، فخرجت تردّدين في العساكر.
وفي الخصال (٣٧٧) بسنده عن الباقر عليهالسلام ، في رواية طويلة في بيان عليّ عليهالسلام للمواطن الّتي امتحن الله بها الأوصياء ، قال عليّ عليهالسلام فيها : فقدّمت الحجّة بالإعذار والإنذار ، ودعوت المرأة إلى الرجوع إلى بيتها ، والقوم الذين حملوها على الوفاء ببيعتهم لي ....