وفي الفتوح ( ج ١ ؛ ٤٧١ ) : فلمّا كان الغد دعا عليّ عليهالسلام بزيد بن صوحان وعبد الله بن عبّاس ، فقال لهما : امضيا إلى عائشة ، فقولا لها : ألم يأمرك الله أن تقرّي في بيتك؟ فخدعت وانخدعت ، واستنفرت فنفرت ، فاتّقي الله الّذي إليه مرجعك ومعادك ، وتوبي إليه فإنّه يقبل التوبة عن عباده ، ولا يحملنّك قرابة طلحة وحبّ عبد الله بن الزبير على الأعمال الّتي تسعى بك إلى النار ، قال : فانطلقا إليها وبلّغاها رسالة عليّ عليهالسلام ، فقالت : ما أنا برادّة عليكم شيئا ، فإنّي أعلم أنّي لا طاقة لي بحجج عليّ بن أبي طالب.
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ١٥٢ ) عن ابن أعثم في الفتوح ( ج ١ ؛ ٤٦٨ ) قال : ثمّ كتب عليهالسلام إلى عائشة : أمّا بعد ، فإنّك قد خرجت من بيتك عاصية لله تعالى ولرسول محمّد صلىاللهعليهوآله ، تطلبين أمرا كان عنك موضوعا ، ثمّ تزعمين أنّك تريدين الإصلاح بين المسلمين ، فأخبريني ما للنساء وقود العساكر والإصلاح بين الناس؟! فطلبت كما زعمت بدم عثمان ، وعثمان رجل من بني أميّة ، وأنت امرأة من بني تيم بن مرّة ، ولعمري إنّ الذي عرّضك للبلاء ، وحملك على المعصية لأعظم إليك ذنبا من قتلة عثمان ، وما غضبت حتّى أغضبت ، ولا هجت حتّى هيّجت ، فاتقي الله يا عائشة وارجعي إلى منزلك ، وأسبلي عليك سترك ، والسلام.
قال ابن شهرآشوب : قالت عائشة : قد جلّ الأمر عن الخطاب.
وروى الأربلي في كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٢٣٩ ـ ٢٤٠ ) كتاب عليّ هذا ، ثمّ قال :
فجاء الجواب إليه : يا بن أبي طالب جلّ الأمر عن العتاب ، ولن ندخل في طاعتك أبدا فاقض ما أنت قاض ، والسلام. وهو في الإمامة والسياسة ( ج ١ ؛ ٩٠ ـ ٩١ ) ثمّ قال : وكتبت عائشة : جلّ الأمر عن العتاب ، والسلام.
وروى كتاب عليّ هذا الخوارزمي في مناقبه (١١٧) وسبط ابن الجوزيّ في تذكرة الخواص (٦٩).
وقال أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف ( ٣٠٠ ـ ٣٠١ ) : فلمّا انتهى عليهالسلام إليهم دعاهم إلى الله ، وإلى كتابه ، وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله ، والدخول في الجماعة ، وخوّفهم الفتنة والفرقة ، فأبوا إلاّ القتال أو خلع نفسه من الأمر ليولّوه من شاءوا ، أو يسلّم إليهم قتلة عثمان ليروا رأيهم