يطير الجراد في الريح الشديدة الهبوب ... وأمر عليّ عليهالسلام بالجمل أن يحرق ثمّ يذرّى في الريح ، وقال عليهالسلام : لعنه الله من دابّة ، فما أشبهه بعجل بني إسرائيل ، ثمّ قرأ ( وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً ) (١).
في كمال الدين (٤٥٩) بسنده عن سعد بن عبد الله القمّي ، في قضية وروده إلى سامراء ليسأل الإمام العسكري عليهالسلام عن مسائل ، حتّى قال : نظر إليّ مولانا أبو محمّد ، فقال : ما جاء بك يا سعد؟ فقلت : شوّقني أحمد بن إسحاق على لقاء مولانا قال : والمسائل الّتي أردت أن تسأل عنها؟ قلت : على حالها يا مولاي ، قال : فسل قرّة عيني ـ وأومأ إلى الغلام [ صاحب الأمر عجّل الله فرجه ] ـ فقال لي الغلام : سل عمّا بدا لك منها.
فقلت له : مولانا وابن مولانا ، إنّا روينا عنكم أن رسول الله صلىاللهعليهوآله جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين عليهالسلام ، حتّى أرسل يوم الجمل إلى عائشة : إنّك قد أرهجت على الإسلام وأهله بفتنتك ، وأوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك ، فإن كففت عنّي غربك وإلاّ طلقتك ، ونساء رسول الله صلىاللهعليهوآله قد كان طلاقهنّ وفاته؟!
قال عليهالسلام : ما الطلاق؟
قلت : تخلية السبيل.
قال : فإذا كان طلاقهنّ وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد خلّيت لهنّ السبيل ، فلم لا يحلّ لهنّ الأزواج؟
قلت : لأنّ الله تبارك وتعالى حرّم الأزواج عليهنّ.
قال : كيف ، وقد خلّى الموت سبيلهنّ؟
قلت : فأخبرني يا بن مولاي عن معنى الطلاق الّذي فوّض رسول الله صلىاللهعليهوآله حكمه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام.
__________________
(١) طه ؛ ٩٧