أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ ) (١) ، فأغلظنا له أيضا في القول وتجهّمناه ، فغضب النبي صلىاللهعليهوآله من ذلك وما استقبلنا به عليا ، فأقبل عليه ثمّ قال : يا عليّ ، إنّي قد جعلت طلاقهنّ إليك ، فمن طلّقها منهنّ فهي بائنة ، ولم يوقّت النبي صلىاللهعليهوآله في ذلك وقتا في حياة ولا موت ، فهي تلك الكلمة ، وأخاف أن أبين من رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وروى هذا الخبر ابن شهرآشوب في مناقبه ( ج ٢ ؛ ١٣٤ ) وفيه : قالت [ عائشة ] : إنّ رسول الله جعل طلاق نسائه بيد عليّ ، فمن طلّقها في الدنيا بانت منه في الآخرة ، وفي رواية : كان النبي يقسم نفلا في أصحابه ... وساق معنى ما تقدّم.
وفي إرشاد القلوب (٣٣٧) : ثمّ أمر صلىاللهعليهوآله خادمة لأم سلمة ، فقال : اجمعي لي هؤلاء ـ يعني نساءه ـ فجمعتهن له في منزل أم سلمة ، فقال لهنّ : اسمعن ما أقول لكنّ ـ وأشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ـ فقال لهنّ : هذا أخي ، ووصيّي ، ووارثي ، والقائم فيكن وفي الأمّة من بعدي ، فأطعنه فيما يأمركن به ، ولا تعصينه فتهلكن لمعصيته.
ثمّ قال : يا عليّ ، أوصيك بهنّ ، فأمسكهنّ ما أطعن الله وأطعنك ، وأنفق عليهن من مالك ، وأمرهنّ بأمرك ، وانههنّ عمّا يريبك ، وخلّ سبيلهن إن عصينك.
فقال عليّ عليهالسلام : يا رسول الله ، إنّهنّ نساء وفيهنّ الوهن وضعف الرأي.
فقال صلىاللهعليهوآله : أرفق بهنّ ما كان الرفق أمثل ، فمن عصاك منهنّ فطلّقها طلاقا يبرأ الله ورسوله منها. وروى نحوه الدرازي في التهاب نيران الأحزان (٣٤).
وفي بصائر الدرجات (٣١٤) بسنده عن يزيد بن شرحبيل : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام : هذا أفضلكم حلما ، وأعلمكم علما ، وأقدمكم سلما ، قال ابن مسعود : يا رسول الله فضلنا بالخير كلّه؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ما علّمت شيئا إلاّ وقد علّمته ، وما أعطيت شيئا إلاّ وقد أعطيته ، ولا استودعت شيئا إلاّ وقد استودعته ، قالوا : فأمر نسائك إليه؟
__________________
(١) التحريم ؛ ٥