سبقت له الرحمة ، ومن أبغضك وعاداك سبقت له اللّعنة » فقالت عائشة : يا رسول الله ادع الله لي ولأبي لا نكون ممن يبغضه ويعاديه ، فقال صلىاللهعليهوآله : اسكتي ، إن كنت أنت وأبوك ممّن يتولاّه ويحبّه فقد سبقت لكما الرحمة ، وإن كنتما ممّن يبغضه ويعاديه فقد سبقت لكما اللّعنة ، ولقد جئت أنت وأبوك ، إن كان أبوك أوّل من يظلمه ، وأنت أوّل من يقاتله ....
وفي تفسير العيّاشي ( ج ١ ؛ ٢٢٤ ) عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : أتدرون مات النبي أو قتل؟ إنّ الله تعالى يقول : ( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) (١) فسمّ قبل الموت ، إنّهما سقتاه قبل الموت ، فقلنا : إنّهما وأبواهما شرّ من خلق الله.
وانظر تفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ٣٧٦ ) في اجتماعهما وأبويهما على أن يسمّوا رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وفيه أيضا ( ج ٢ ؛ ٢٩١ ) عن عبد الرحمن بن سالم الأشل ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً ) (٢) عائشة هي نكثت إيمانها.
وفي الكافي ( ج ١ ؛ ٣٠٠ ) بسنده عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : لمّا حضر الحسن بن عليّ عليهماالسلام الوفاة ... وحمل وأدخل إلى المسجد ، فلمّا أوقف على قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ذهب ذو العوينتين [ أي الجاسوس ] إلى عائشة ، فقال لها : إنّهم قد أقبلوا بالحسن ليدفنوه مع النبي صلىاللهعليهوآله ، فخرجت مبادرة على بغل بسرج ـ فكانت أوّل امرأة ركبت في الإسلام سرجا ـ فقالت : نحّوا ابنكم عن بيتي ؛ فإنّه لا يدفن في بيتي ويهتك على رسول الله صلىاللهعليهوآله حجابه ، فقال لها الحسين عليهالسلام : قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأدخلت عليه بيته من لا يحبّ قربة ، وإنّ الله سائلك عن ذلك يا عائشة.
وفيه أيضا ( ج ١ ؛ ٣٠٢ ـ ٣٠٣ ) بسنده عن محمّد بن مسلم ، عن الباقر عليهالسلام ، وفيه زيادة قول الحسين عليهالسلام : وإنّ الله سائلك عن ذلك يا عائشة ... وقد أدخلت أنت بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله الرجال بغير إذنه ، وقد قال الله عزّ وجلّ ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا
__________________
(١) آل عمران ؛ ١٤٤
(٢) النحل ؛ ٩٢