أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ ) (١) ولعمري لقد ضربت أنت ـ لأبيك وفاروقه ـ عند أذن رسول الله صلىاللهعليهوآله المعاول ، وقال الله عزّ وجلّ : ( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى ) (٢) ، ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلىاللهعليهوآله بقربهما منه الأذى ، وما رعيا من حقّه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إنّ الله حرّم من المؤمنين أمواتا ما حرّم منهم أحياء.
وفي تقريب المعارف (٢٥٠) : رووا عن العبّاس بن الوليد الأعذاريّ ، قال : سئل زيد بن عليّ ، عن أبي بكر وعمر ، فلم يجب فيهما ، فلمّا أصابته الرمية نزع الرمح من وجهه ، واستقبل الدم بيده حتّى صار كأنّه كبد ، فقال : أين السائل عن أبي بكر وعمر؟ هما والله شركاء في هذا الدم ، ثمّ رمى به وراء ظهره.
وعن نافع الثقفي ـ وكان قد أدرك زيد بن عليّ ـ قال : سأله رجل عن أبي بكر وعمر ، فسكت فلم يجبه ، فلمّا رمي ، قال : أين السائل عن أبي بكر وعمر؟ هما أوقفاني هذا الموقف.
وفي نهج الحقّ وكشف الصدق (٣٥٦) : وروى البلاذريّ ، قال : لمّا قتل الحسين عليهالسلام كتب عبد الله بن عمر إلى يزيد بن معاوية : أمّا بعد ، فقد عظمت الرزيّة ، وجلّت المصيبة ، وحدث في الإسلام حدث عظيم ، ولا يوم كيوم قتل الحسين.
فكتب يزيد : أمّا بعد ، يا أحمق ، فإنا جئنا إلى بيوت مجدّدة ، وفرش ممهّدة ، ووسائد منضّدة ، فقاتلنا عنها ، فإن يكن الحقّ لنا فعن الحقّ قاتلنا ، وإن كان الحقّ لغيرنا فأبوك أوّل من سنّ هذا ، واستأثر بالحقّ على أهله. وانظر ما قاله المظفر ردّا على الفضل في دلائل الصدق ( ج ٣ ؛ ٥٧٦ ـ ٥٧٨ ). وانظر الكتاب الخطير الّذي أودعه عمر عند معاوية ، وأراه يزيد لعبد الله بن عمر لمّا اعترض على قتل يزيد للحسين عليهالسلام ؛ انظره في بحار الأنوار ( ج ٨ ؛ ٢٣ ) نقلا عن الجزء الثاني من دلائل الإمامة ، بسنده عن جابر الجعفيّ ، عن سعيد بن المسيّب.
__________________
(١) الحجرات ؛ ٢
(٢) الحجرات ؛ ٣