الطّرفة الرابعة والعشرون
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرف ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢ ؛ ٤٨٨ ـ ٤٨٩ ) ونقلها مختصرة العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٨٩ ) حيث ذكرها في سياق واحد مع الطّرفة الحادية والعشرين ، عادّا لهما طرفة واحدة.
مرّ ما يتعلّق بصبر عليّ عليهالسلام في الطّرفة الرابعة عشر ، عند قوله صلىاللهعليهوآله : « يا عليّ توفي فيها ... على الصبر منك والكظم لغيظك على ذهاب حقّك » ، وسنذكر هنا ما يتعلّق بصبر عليّ عليهالسلام لأنّه لم يجد أعوانا ، وأنّه لو وجد أعوانا لجاهدهم ، وأنّ ذلك كان بوصية من رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ففي كتاب سليم بن قيس (٧٢) قال سليم : سمعت سلمان الفارسي ، قال : كنت جالسا بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرضه الذي قبض فيه ... ثمّ نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى فاطمة وإلى بعلها وإلى ابنيهما ، فقال : يا سلمان ، أشهد الله أنّي حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم ، أما إنّهم معي في الجنّة ، ثمّ أقبل النبي صلىاللهعليهوآله على عليّ عليهالسلام ، فقال : يا عليّ ، إنّك ستلقى من قريش شدّة من تظاهرهم عليك وظلمهم لك ، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم ، وقاتل من خالفك بمن وافقك ، فإن لم تجد أعوانا فاصبر واكفف يدك ، ولا تلق بيدك إلى التهلكة ، فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى ولك بهارون أسوة حسنة ، إنّه قال لأخيه موسى ( إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي