وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (١).
وفيه أيضا ( ١٢٦ ـ ١٣٠ ) : فقال الأشعث بن قيس : فما يمنعك يا بن أبي طالب ـ حين بويع أبو بكر أخو بني تيم ، وأخو بني عدي بن كعب ، وأخو بني أميّة بعدهم ـ أن تقاتل وتضرب بسيفك؟ وأنت لا تخطبنا خطبة ـ منذ كنت قدمت العراق ـ إلاّ قلت فيها قبل أن تنزل عن المنبر : والله إنّي لأولى الناس بالناس ، ما زلت مظلوما منذ قبض محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟
قال عليهالسلام : يا بن قيس ، اسمع الجواب ، لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهيّة للقاء ربّي ، وأن لا أكون أعلم أنّ ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها ، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله وعهده إليّ ، أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآله بما الأمّة صانعة بعده ، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم ولا أشدّ استيقانا منّي قبل ذلك ، بل أنا بقول رسول الله صلىاللهعليهوآله أشدّ يقينا منّي بما عاينت وشهدت ، فقلت : يا رسول الله ، فما تعهد إليّ إذا كان ذلك؟ قال : إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك ، حتّى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنّتي أعوانا ... أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لو وجدت يوم بويع أبو بكر ـ الّذي عيرتني بدخولي في بيعته ـ أربعين رجلا كلّهم على مثل بصيرة الأربعة الذين وجدت ، لما كففت يدي ، ولنا هضت القوم ، ولكن لم أجد خامسا.
قال الأشعث : ومن الأربعة يا أمير المؤمنين؟
قال : سلمان وأبو ذرّ والمقداد والزبير بن صفيّة قبل نكثه بيعتي ، فإنّه بايعني مرتين ، أمّا بيعته الأولى الّتي وفى بها ؛ فإنّه لمّا بويع أبو بكر أتاني أربعون رجلا من المهاجرين والأنصار ، فبايعوني ـ وفيهم الزبير ـ فأمرتهم أن يصبحوا عند بأبي محلّقين رءوسهم عليهم السلاح ، فما وفى منهم أحد ، ولا صبّحني منهم غير أربعة : سلمان وأبو ذرّ والمقداد والزبير ، وأمّا بيعته الأخرى ؛ فإنّه أتاني هو وصاحبه طلحة بعد قتل عثمان ، فبايعاني طائعين غير مكرهين ،
__________________
(١) الأعراف ؛ ١٥٠