ثمّ رجعا عن دينها مرتدّين ناكثين مكابرين معاندين حاسدين ، فقتلهما الله إلى النار ، وأمّا الثلاثة ـ سلمان وأبو ذرّ والمقداد ـ فثبتوا على دين محمّد صلىاللهعليهوآله وملّة إبراهيم ، حتّى لقوا الله.
يا بن قيس ، فو الله لو أنّ أولئك الأربعين الذين بايعوني وفوا لي ـ وأصبحوا على بابي محلقين ، قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعة ـ لنا هضته وحاكمته إلى الله ، ولو وجدت قبل بيعة عمر أعوانا ، لنا هضتهم وحاكمتهم إلى الله.
وفيه أيضا ( ٨٦ ـ ٨٧ ) فقال عليهالسلام : أنت يا زبير ، وأنت يا سلمان ، وأنت يا أبا ذرّ ، وأنت يا مقداد ، أسألكم بالله وبالإسلام ، أما سمعتم رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول ذلك وأنتم تسمعون : إنّ فلانا وفلانا ـ حتّى عدهم هؤلاء الخمسة ـ قد كتبوا بينهم كتابا ، وتعاهدوا فيه وتعاقدوا على ما صنعوا؟ فقالوا : اللهمّ نعم ، قد سمعنا رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول ذلك ؛ إنّهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا ، وكتبوا بينهم كتابا « إن قتلت أو متّ أن يزووا عنك هذا يا عليّ » ، قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فما تأمرني إذا كان ذلك أن أفعل؟ فقال لك : إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم ، وإن أنت لم تجد أعوانا فبايع واحقن دمك ، فقال عليّ عليهالسلام : أما والله ، لو أنّ أولئك الأربعين رجلا ـ الذين بايعوني ـ وفوا لي لجاهدتكم في الله ، ولكن أما والله لا ينالها أحد من عقبكما إلى يوم القيامة.
وانظر في ذلك الاحتجاج ( ٧٥ ، ٨٤ ) وعلل الشرائع ( ١٤٨ / الباب ١٢٢ ـ الحديثان ٥ ، ٦ ) والغيبة للطوسي (٢٠٣) والمسترشد ( ٣٧٠ ـ ٣٧١ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ١٩٤ ) والكافي ( ج ٨ ؛ ٣٢ ـ ٣٣ ) وإرشاد القلوب ( ٣٩٤ ـ ٣٩٨ ) واختيار معرفة الرجال ( ج ١ ؛ ٣٨ ـ ٣٩ ) وتقريب المعارف (٢٤٥) وفيه قول الباقر عليهالسلام : « والله لو وجد عليهما أعوانا لجاهدهما » ، يعني أبا بكر وعمر.
وقد صرّح الإمام عليّ عليهالسلام بأنّه سكت لقلّة ناصره ، وعدم وجود المساعد والمعاضد.
ففي نهج البلاغة ( ج ١ ؛ ٣٠ ـ ٣١ ) في الخطبة الشقشقية : أما والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرّحى ، ينحدر عنّي السيل ، ولا يرقى إليّ الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أرتئي ؛ بين أن أصول بيد